تتربع قلعة جبيل على عرش التاريخ في قلب مدينة جبيل بمحافظة جبل لبنان، شيدها الصليبيون في القرن الثاني عشر الميلادي على أنقاض هيكل روماني قديم، منحوا الموقع طابعاً دفاعياً متميزاً. أدرجت اليونسكو القلعة ضمن قائمة التراث العالمي عام 1984، وربطت بين إرث جبيل الحضاري والعمق التاريخي للمنطقة، ما جعلها أحد أهم المعالم السياحية والثقافية في لبنان.
تتألق القلعة بأسوارها الحجرية الضخمة، صمدت أمام الزمن والحروب، تعكس براعة الهندسة المعمارية الصليبية، وتحكي قصص حضارات متعاقبة عاشت على هذه الأرض. يوفر موقعها المطل على البحر منظراً خلاباً يجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ويتيح لهم استكشاف الأبراج والغرف التي تحمل عبق التاريخ، والتعرف على الدور الدفاعي الاستراتيجي الذي لعبته عبر القرون.
تعد القلعة جزءاً من النسيج الثقافي لمدينة جبيل، وتساهم في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، تستقطب عشاق التاريخ والباحثين في الآثار. كشفت الحفريات عن بقايا رومانية أسفل الأسس، تؤكد عمق التاريخ المتجذر في الموقع، وتبرز تداخل الحضارات المختلفة، ما يعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث ونقل قصة صمود جبيل عبر الأجيال.
تطل القلعة على ميناء جبيل القديم، وتوفر إطلالات ساحرة على البحر الأبيض المتوسط، ما يجمع بين الجمال الطبيعي والإرث التاريخي. تستضيف القلعة فعاليات ثقافية وفنية دورية، ما يجعلها مركزاً حيوياً للثقافة المحلية، ويشجع الزوار على التفاعل مع تاريخ لبنان العريق، وتستمر في تجسيد روح التحدي والاستمرارية التي ميزت هذه المدينة عبر العصور.
تشكل قلعة جبيل مع المواقع الأثرية الأخرى جزءاً من تراث اليونسكو، وتعكس تفاعل الحضارات المختلفة عبر القرون، وتضفي سحراً خاصاً على محيطها. يبقى الموقع دعوة مفتوحة للتأمل في الماضي، وحث الأجيال على حماية الإرث الحضاري، ما يعزز الهوية الثقافية اللبنانية. تستمر القلعة في استقطاب الزوار، وتحافظ على مكانتها كرمز للصمود، وتدعو الجميع للتعرف على تاريخها العظيم وتقدير أهميته للأجيال القادمة.
المصدر: اليونسكو
