كشفت التنقيبات في تلال المقابر عن تجمعات جنائزية تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، في منطقة علي صبيح، وقد شكل الموقع شاهدًا على الطقوس الجنائزية القديمة، ويعكس المعتقدات الاجتماعية والثقافية لمجتمعات ما قبل التاريخ في القرن الأفريقي، ويمنح الباحثين فرصة لفهم تطور تلك المجتمعات.
اكتشف علماء الآثار بقايا هياكل حجرية وأدوات دفن متنوعة، توثق أسلوب الحياة القديم وتوضح استخدام المواد المحلية في بناء المقابر وصناعة الأدوات الجنائزية، بينما تعكس المقابر ممارسات جنائزية معقدة تشير إلى تطور اجتماعي وروحي، وقد شكلت هذه التلال مركزًا مهمًا لمجتمعات المنطقة في تلك الحقبة.
أدرجت اليونسكو تلال المقابر ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة، تقديرًا لقيمتها الأثرية والثقافية، وتسعى جيبوتي لإدراجها رسميًا في قائمة التراث العالمي لتعزيز مكانتها، وقد أجريت تنقيبات أثرية دقيقة للكشف عن تفاصيل إضافية حول المقابر ومحتوياتها، بينما تواجه الآثار تحديات الحفاظ عليها بسبب التعرية وتأثيرات المناخ الصحراوي.
تشير الدراسات إلى أن الموقع كان مركزًا روحيًا لمجتمعات ما قبل التاريخ، وقد ساعد موقعه في علي صبيح على استدامة الممارسات الجنائزية والتواصل بين المستوطنات، بينما تسعى السلطات لتطوير الموقع سياحيًا لاستقطاب الزوار من داخل وخارج جيبوتي، ويبرز الموقع كرمز حي للتراث القديم وللتكيف البشري مع البيئة الصحراوية.
تساهم تلال المقابر في إبراز الهوية الثقافية لمنطقة علي صبيح في عصور ما قبل التاريخ، وتوضح تطور الطقوس الجنائزية ومستوى التنظيم الاجتماعي والثقافي، بينما تدعو الدراسات والباحثون إلى تكثيف أعمال التوثيق والترميم لضمان نقل إرث الموقع للأجيال القادمة، مع دعم دولي لضمان استدامة الموقع كوجهة تراثية عالمية.
تمنح اللقى الأثرية والفحوصات العلمية فهمًا أعمق للتطور الاجتماعي والثقافي في منطقة القرن الأفريقي، كما تتيح للزوار والباحثين التعرف على قصص الحياة والموت في الماضي، ويظل الموقع شاهدًا على براعة المجتمعات القديمة في التعامل مع البيئة الصحراوية، ويؤكد أهمية حماية التراث الثقافي لضمان استمراره للأجيال القادمة.
المصدر: ويكيبيديا
