الأثنين 1447/01/12هـ (07-07-2025م)
التراث المادي (الآثار)قطاعات التراث

مصر تقترب من تسجيل مقياس النيل بقائمة تراث اليونسكو

وضعت مصر اللمسات الأخيرة على ملف تسجيل مقياس النيل بجزيرة الروضة في القاهرة ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي في منظمة اليونسكو، ضمن ملف مشترك مع الصين يشمل نقوش بايهيليانج.

وعقد ممثلو مصر والصين اجتماعًا مشتركًا لمراجعة الإجراءات النهائية قبل التقدم بالملف رسميًا، وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المجلس يعمل على إدراج المواقع الفريدة في مصر ضمن قائمة التراث العالمي، مشيرًا إلى أن مقياس النيل مدرج منذ عام 2003 على القائمة المبدئية، وأن الجهود الحالية تركز على التحديث الكامل للملف ودمجه مع الموقع الصيني لتقديمه كملف عابر للحدود.

وبُني مقياس النيل في جزيرة الروضة خلال عهد الخليفة العباسي المتوكل عام 861 ميلادية، وكان يهدف إلى قياس منسوب فيضان النيل لتنظيم الزراعة وتحديد الضرائب.

يتكون المقياس من عمود رخامي مثمن الشكل يبلغ طوله 19 ذراعًا، محفور عليه علامات دقيقة، ويقع وسط بئر مربعة مغطاة بالحجر، تحيط بها زخارف قرآنية، ويتصل بها سلم حلزوني يصل إلى القاع، ما يعكس دقة التصميم الإسلامي والمعرفة الهندسية المتقدمة في ذلك العصر.

استعرض الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع تسجيل الآثار، إجراءات إعداد الملف المصري، مؤكداً أن الفريق المعني يعمل على استكمال الجوانب الفنية والمعمارية والمعلومات الخاصة بالحفظ والترميم، تمهيدًا لتقديم الملف خلال العام الجاري في حال اكتمال الجانب الصيني، بينما قدّم الدكتور جمال مصطفى شرحًا تفصيليًا لمكونات الملف، وشمل ذلك وصف الموقع الجغرافي والأثري والتاريخي للمقياس، وخطة الصيانة الدورية الحالية.

أشار الدكتور أحمد رحيمة، معاون وزير السياحة والآثار، إلى أوجه التشابه التاريخي بين مقياس النيل ونقوش بايهيليانج في فولينغ الصينية، والتي أُدرجت على القائمة المبدئية للتراث منذ عام 2008، معتبراً أن كلا الموقعين يمثلان تراثًا هيدرولوجيًا نادرًا يتميز بدرجة عالية من الحفظ، ويشكلان معًا نموذجًا فريدًا لممتلك ثقافي عابر للحدود.

ناقش الاجتماع مع الجانب الصيني تفاصيل التقديم الرسمي إلى لجنة التراث العالمي، واستعرض لي يونغ، سكرتير لجنة الحزب الشيوعي لمنطقة فولينغ، الخطوات التي أنجزتها الصين في ملفها، مؤكدًا الالتزام بتوحيد الجهود خلال المرحلة المقبلة لضمان تقديم مستندات مكتملة.

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن تسجيل مقياس النيل ضمن ممتلكات عابرة للحدود يُعد سابقة أولى لمصر في التراث المادي، مشيرًا إلى أن مثل هذه الملفات تُظهر أهمية التعاون الثقافي بين الدول، وتمنح المواقع التراثية بعدًا دوليًا يعزز من حضورها العالمي.

وأوضح أن المقياس يمتلك عناصر معمارية متميزة مثل التاج الروماني فوق العمود الرخامي والبئر ذات البناء المتدرج، الذي روعي فيه اختلاف سماكة الأحجار مع العمق، ما يشير إلى معرفة متقدمة بالهندسة الجيولوجية وضغط التربة.

أعلنت مصر عن نيتها تقديم الملف قبل الموعد النهائي المقرر في 30 سبتمبر، على أن يتم النظر فيه من جانب لجنة التراث العالمي خلال العام التالي، وتوقعت الوزارة أن يلقى الملف المصري الصيني المشترك اهتمامًا كبيرًا نظراً لقيمة الموقعين وأهميتهما في حفظ التراث الإنساني.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى