مصر تبدأ توثيق تراث فرقة رضا الموسيقي بروح عصرية

أطلقت وزارة الثقافة المصرية رسميًا أول مشروع متكامل لتوثيق التراث الموسيقي الخاص بفرقة رضا للفنون الشعبية، في خطوة تعد الأولى من نوعها نحو صون أحد أهم مكونات الذاكرة الفنية المصرية، وتعزيز حضورها المستقبلي على الساحة الثقافية.
جاء هذا الإعلان في إطار خطة موسعة تتبناها الدولة للحفاظ على التراث اللامادي المرتبط بالهوية القومية، والتأكيد على دور الفرق القومية كرافعة أساسية للفن الشعبي المصري الذي شكّل ملامح الشخصية الوطنية لعقود طويلة.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن المشروع لا يهدف فقط إلى حفظ أعمال فرقة رضا من الاندثار، بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، عبر إحياء هذه الأعمال بروح جديدة تتماشى مع تطورات العصر، دون أن تفقد ملامحها الأصلية التي طالما ارتبطت بالوجدان الجمعي المصري.
وأشار إلى أن المشروع يمثل جزءًا من رؤية استراتيجية تسعى لإعادة تقديم الفن المصري الشعبي للأجيال الجديدة، ليس فقط بوصفه موروثًا فنيًا، بل كأداة لتعزيز الفخر بالهوية والانتماء الوطني.
يشمل المشروع، الذي يتولى قيادته الموسيقار الكبير سليم سحاب، عملية إعادة توثيق شاملة لكامل الأعمال الموسيقية الخاصة بفرقة رضا، باستخدام أحدث تقنيات التسجيل الصوتي، بما يضمن مستوى عالٍ من النقاء والجودة، ويعيد لهذا التراث مكانته في الذاكرة السمعية والثقافية على حد سواء.
وأوضح سحاب أن العمل يجري حاليًا على رفع كفاءة أوركسترا الفرقة وتحديث بنيتها الموسيقية، من خلال إدماج عناصر شابة مدرّبة باحتراف، وهو ما من شأنه ضمان استمرارية الأداء الموسيقي المتقن في إطار معاصر.
وأضاف أن المشروع يتضمن كذلك تدوين النوتات الموسيقية والبارتيتور الخاصة بفرقتي رضا والقومية للفنون الشعبية، وإعادة توزيعها أوركستراليًا بما يثري الصوت العام للأعمال ويمنحها بعدًا فنيًا جديدًا، مع الحفاظ الدقيق على الطابع اللحني الأصلي الذي يميز هذه الفرقة عن غيرها.
كما تشمل الخطة تسجيل هذه الأعمال بمرافقة أوركسترا حية، بهدف تقديم تجربة صوتية متكاملة تحترم أصل التراث وتضمن استدامته عبر الأجيال.
ويمثل هذا المشروع إضافة نوعية إلى جهود مصر في حماية تراثها الفني، وإعادة الاعتبار لفرقة رضا التي تعد إحدى أبرز العلامات الفارقة في تاريخ الفنون الشعبية العربية.
المصدر: الخليج