السبت 1447/02/08هـ (02-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

عبدالرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: الزحف العمراني يهدد معالمنا التراثية والعربية 

حذّر عبدالرحمن البسيوني، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي، من تفاقم ظاهرة الزحف العمراني العشوائي، واصفاً إياها بأنها من أخطر التهديدات التي تواجه المعالم التراثية في مدن العالم العربي، والتي باتت تواجه خطر الطمس والانهيار بفعل التوسع غير المنظم الذي يتجاهل الاعتبارات الثقافية والتاريخية.

وأوضح البسيوني في تصريح له، أن استمرار هذا التوسع دون رؤية تخطيطية واضحة، سيؤدي إلى فقدان شواهد نادرة من الذاكرة الجمعية، لا تُقدّر بثمن، ويمحو أجزاءً لا تُعوّض من تاريخنا وهويتنا المشتركة.

ورأى البسيوني أن الأزمة لا تكمن فقط في النمو العمراني بحد ذاته، بل في غياب الوعي بقيمة الموروث الحضاري في قلب المدن، حيث تتعرض مبانٍ قديمة وقصور تاريخية وأسواق تقليدية للهدم أو التعدي، تحت ذرائع التطوير والتنمية، وأشار إلى أن هذا الواقع يتطلب وقفة جادة من جميع الجهات المعنية، لا سيما الهيئات الحكومية والبلدية، التي ينبغي أن تضع ضوابط صارمة تضمن التكامل بين الحداثة والحفاظ على التراث، بحيث لا تكون العمارة الجديدة على حساب الذاكرة المعمارية للمدينة.

وأكد البسيوني أن بعض العواصم العربية شهدت اختفاء معالم تاريخية بسبب مشاريع عشوائية، تفتقر إلى الحس الحضاري، ما تسبب في تآكل هوية المدن وتحويلها إلى نماذج متشابهة لا تعكس خصوصية الشعوب. وشدد على أن الحفاظ على التراث لا يعني فقط صيانة الحجارة، بل هو حماية لروح المكان وتاريخه وسياقه الإنساني والاجتماعي، مشيراً إلى أن خسارة المعالم التراثية ليست مسألة محلية، بل خسارة للعالم بأسره، لأنها تمثل جزءاً من الإرث الثقافي الإنساني.

ودعا البسيوني إلى ضرورة إشراك الإعلام التراثي في التصدي لهذا التحدي، من خلال تسليط الضوء على ممارسات الهدم والتشويه، وتحفيز الرأي العام على المطالبة بالحفاظ على الأصول المعمارية والثقافية التي تروي قصص الأجداد، وأوضح أن حماية التراث تتطلب تفعيل التشريعات، وتطوير قوانين حماية المباني التاريخية، وتدريب الكوادر المعمارية على احترام الهوية، والعمل مع المجتمع المدني لخلق بيئة مدنية داعمة لصون الذاكرة العمرانية.

وختم البسيوني بالتأكيد على أن الخطر داهم، والوقت لا يسمح بمزيد من التسويف، داعياً إلى إطلاق خطة عربية شاملة لحصر وتصنيف وحماية المعالم التاريخية قبل فوات الأوان، لأن كل حجر يُهدم دون وعي هو صفحة تُطوى من كتاب تاريخنا العربي، الذي لا يملك ترف التكرار أو الاستبدال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار