عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: تعزيز التعاون العربي في التوثيق يحد من سرقة التراث

أكد عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي أن تعزيز التعاون بين الدول العربية في توثيق التراث أصبح ضرورة للحفاظ على الموروثات من محاولات السرقة أو الطمس، قائلا إن بعض الدول ما زالت تواجه تحديات كبيرة في حماية تراثها بسبب نقص التنسيق والمعلومات.
وأشار البسيوني إلى أن توحيد الجهود العربية في جمع وتوثيق وتبادل البيانات التراثية يساهم في إغلاق الطريق أمام محاولات التزوير والانتحال الثقافي الذي تتعرض له المنطقة.
وأضاف أن الاتحاد يعمل على إعداد قاعدة بيانات موحدة للتراث العربي من خلال توثيق الأعمال والمواقع والعناصر المرتبطة بالهوية الشعبية والتاريخية لكل بلد، ولفت إلى أن هذا الجهد الجماعي لا يقتصر على الحفاظ المادي فقط بل يمتد إلى نشر الوعي بقيمة التراث في حياة الشعوب، موضحا أن التعاون الإعلامي يلعب دوراً حاسماً في هذا الإطار لأنه ينقل المعلومات بلغة بسيطة ويجعلها حاضرة في وجدان الناس.
وأشار إلى أن سرقة التراث لا تحدث فقط على مستوى المتاحف والمقتنيات بل تشمل أيضاً استغلال الفنون والمأكولات والملابس والممارسات التقليدية دون نسبها إلى مصدرها الحقيقي، مشددا على أن هذه الظاهرة تستهدف مسخ الهوية العربية وتقويض التنوع الثقافي الذي يميز المنطقة، وبيّن أن الدول العربية تمتلك إرثاً ضخماً يحتاج إلى حماية قانونية وإعلامية متواصلة.
ورأى أن التكامل بين الإعلاميين والباحثين والجهات الرسمية مسؤولية لا يمكن تأجيلها لأن أي تأخير يفتح المجال لجهات خارجية تدّعي ملكية عناصر لا تمتّ لها بصلة، ودعا إلى تطوير برامج توثيقية مشتركة تشرف عليها هيئات مختصة وتُبث عبر منصات الإعلام الرقمي والقنوات التلفزيونية بلغة معاصرة تحترم الأصول وتعزز الفخر بالانتماء.
وأوضح أن الاتحاد يتلقى باستمرار مقترحات من مؤسسات ثقافية وأكاديمية عربية تطالب بإطلاق مشروعات أرشفة متقدمة تشمل المواد المرئية والمسموعة والمكتوبة، لافتا إلى أن من بين الأهداف المستقبلية إطلاق منصة إلكترونية متعددة اللغات توفّر محتوى موثّقاً للباحثين والمهتمين والطلاب في الداخل والخارج.
واختتم بتأكيده أن حماية التراث ليست ترفاً ثقافياً بل حق للأجيال المقبلة، وقال إن الاتحاد سيواصل دعمه لكل مبادرة تصب في هذا الاتجاه، وبيّن أن مستقبل التراث العربي مرهون بقدرة شعوبه على توثيقه والدفاع عنه وتقديمه بشكل صحيح للعالم.