خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: الحفاظ على ماضينا واجب لكل من يؤمن بالمستقبل

شدّد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، على أن الحفاظ على التراث العربي مسؤولية جماعية وأمانة تاريخية، تنبع من إيمان عميق بأن من لا ماضٍ له، لا حاضر له، ولا يمكن أن يكون له مستقبل.
وأوضح في تصريح رسمي أن الاتحاد تأسس ليكون منصة إعلامية فاعلة تسهم في صون الموروث العربي المتنوع، وتعمل على ترسيخ الوعي الجمعي بأهمية حماية معالمنا ومفردات ثقافتنا المادية وغير المادية، بوصفها أساس الهوية وجوهر الانتماء.
ودعا خليل إلى التعامل مع التراث العربي ليس كحالة عابرة أو ترف ثقافي، بل كمكوّن أصيل لبنية المجتمع، ومصدر إلهام للأجيال القادمة، وهو ما يجعل من العمل الإعلامي في هذا السياق ضرورة استراتيجية لا تحتمل التأجيل.
وأكد أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يسعى إلى تكوين شبكة إقليمية من الإعلاميين والمثقفين والباحثين المتخصصين، توحّد الجهود في سبيل الدفاع عن الذاكرة التاريخية للأمة العربية، وتسهم في مواجهة مظاهر الإهمال والتشويه والتهميش التي تطال المواقع الأثرية والموروثات الشعبية في أكثر من بلد.
وأشار إلى أن التراث العربي يواجه اليوم تحديات متزايدة في ظل التوسع العمراني، وغياب سياسات واضحة لحماية المعالم التاريخية، فضلاً عن تداعيات النزاعات والحروب التي أسهمت في تدمير أجزاء من التراث المشترك، وسرقة عدد من الآثار وتهريبها إلى الخارج.
وشدد على ضرورة تفعيل قوانين الحماية، وتشجيع المبادرات المجتمعية، وخلق حاضنة إعلامية قادرة على رفع الوعي بخطورة تآكل الذاكرة، والترويج لثقافة الحماية الذاتية للمواقع التراثية داخل المدن والقرى.
وأعرب خالد خليل عن قلقه من أن يصبح التراث مجرد مادة للعرض المتحفي المعزول عن حياة الناس اليومية، مطالباً بدمج التراث في المنظومة التربوية، والمناهج الدراسية، والبرامج التثقيفية، كي يشعر المواطن العربي بأن هذا الإرث هو ملك له، ومرآة لوجوده، ومصدر فخر لهويته.
وأضاف أن الاتحاد يعتزم تنظيم سلسلة من الفعاليات والندوات داخل وخارج الوطن العربي، بالتعاون مع منظمات دولية، لتعزيز ثقافة الإعلام التراثي، ونقل التجارب الناجحة في توثيق وحماية التراث إلى فضاءات أوسع.
واختتم خليل تصريحه بالتأكيد على أن رسالته الأساسية منذ تأسيس الاتحاد هي استنهاض الوعي العربي بقيمة التراث، وتكريس ثقافة الوفاء للماضي كشرط ضروري لرسم ملامح مستقبل أكثر توازناً ووعياً، مشدداً على أن الأمم التي لا تحمي ذاكرتها، تفقد بوصلتها في الحاضر وتُقْصَى عن مسار التطور الإنساني.