خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث يمنحنا الثبات في زمن التغيّر
أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن الحفاظ على التراث لا ينبع من كونه مجرد إرث قديم أو رمزية من الماضي، بل لأنه ما يزال حيًّا في وجداننا، نابضًا في تفاصيل حياتنا اليومية، ويشكّل مصدرًا للقوة والثبات في ظل التغيّرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر.
وأضاف أن التراث ليس فقط ما نرثه من الآباء والأجداد، بل هو منظومة من القيم والمعارف والتقاليد التي نستدعيها في حاضرنا، ونستلهم منها الحكمة والاتزان في مواجهة المستقبل.
وأشار إلى أن المجتمعات التي تنفصل عن تراثها تصبح أكثر عرضة للضياع والتشظي، في حين أن التمسك بالهوية الثقافية يعد صمام أمان روحي وحضاري، يرسّخ الشعور بالانتماء، ويؤسس لمسار تنموي متوازن يحترم الخصوصية الثقافية دون أن يعارض الحداثة.
وشدد على أن ما يميز التراث العربي هو استمراريته رغم التقلبات السياسية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية، لأنه لا يعيش في الكتب أو المتاحف فقط، بل في اللغة والموسيقى والأزياء والعادات اليومية التي تمارسها الشعوب العربية حتى اليوم.
وأوضح أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في التوثيق أو الأرشفة، بل في جعل التراث عنصرًا فاعلًا في الحاضر، ومصدرًا للتجديد والابتكار، عبر ربطه بالوسائل الحديثة، وإعادة تقديمه للأجيال الجديدة بلغة قريبة منهم، وبأساليب تواكب العصر الرقمي. ولفت إلى أن الإعلام، وخاصة الإعلام التراثي، هو الجسر الذي يجب أن يربط التراث بالحياة، مؤكدًا أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يسعى لتكريس هذه المهمة، من خلال دعم المشاريع التي تُبرز الوجه الحي للتراث، وتُسهم في حمايته ونقله بطرق إبداعية.
وأشار خليل إلى أن المحافظة على التراث لا تعني الوقوف عند الماضي أو اجتراره، بل تعني تقدير ما مضى وبنائه كأساس لمستقبل أكثر وعيًا بجذوره، وأضاف أن العلاقة بين الإنسان وتراثه تشبه العلاقة بين الجذور والشجرة، فبدون الجذور لا يمكن للشجرة أن تثبت أو تثمر، وبدون التراث لا يمكن للهوية أن تتماسك أو تتطور.
واختتم مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي تصريحه بالتأكيد على أهمية إشراك كافة فئات المجتمع في جهود الحفاظ على التراث، ودعا إلى تعزيز التعليم الثقافي، وإقامة مبادرات مجتمعية ومهرجانات تفاعلية تتيح للأفراد، خصوصًا الشباب، التفاعل مع تراثهم الحي، واكتشاف ما فيه من جمال وقوة.
