الأثنين 1447/01/12هـ (07-07-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: توثيق اللهجات النادرة ضرورة لحماية الهوية

أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن العديد من اللغات واللهجات النادرة في العالم العربي تواجه خطر الاندثار، مؤكدًا أن اللهجات الأصلية مثل الأمازيغية، السريانية، النوبية، والشاوية، تمثل جزءًا لا يتجزأ من الموروث الثقافي الذي يحمل في طياته تاريخًا عميقًا وتجربة حضارية فريدة لكل منطقة، ومع ذلك فإن غياب التوثيق الرسمي وقلة المبادرات المؤسسية الجادة جعل من هذا التراث الشفهي عرضة للتلاشي والانقراض مع مرور الأجيال.

وشدّد خليل على أن فقدان أي لغة أو لهجة محلية لا يعني فقط خسارة وسيلة للتواصل، بل هو في حقيقته محو لذاكرة ثقافية تتضمن طقوسًا، وأمثالًا، وأغانٍ، ومعتقدات، ونمطًا خاصًا في التفكير والتعبير، مشيرًا إلى أن خطورة الأمر لا تقتصر على المجتمعات الصغيرة التي تتحدث بهذه اللهجات، بل تمتد لتؤثر في التنوع الثقافي العام للمنطقة العربية ككل.

وبيّن أن اللهجات مثل الشاوية والأمازيغية لا تزال تُستخدم في نطاقات جغرافية محدودة، لكنها تفتقر إلى منظومات تعليمية أو إعلامية تحتضنها بشكل مؤسسي، وهو ما يؤدي إلى تراجع استخدامها لصالح العربية الفصحى أو اللهجات الحضرية المهيمنة، الأمر الذي يُفقد الأطفال الصلة بها، ويجعلها محصورة في نطاق كبار السن فقط، وأشار إلى أن الواقع الرقمي زاد من تعقيد المشكلة، حيث يسيطر المحتوى العربي المعولم على المنصات، بينما لا تحظى هذه اللهجات النادرة بأي حضور فعلي أو أرشيف رقمي يدعم استمراريتها.

ونوّه خليل إلى أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يضع هذه القضية ضمن أولوياته، من خلال مبادرات تعمل على توثيق هذه اللهجات بالصوت والصورة، وتسجيل الأغاني الشعبية والأمثال والقصص المتوارثة من أفواه الرواة الأصليين، مضيفًا أن المشروع يتضمن إنتاج محتوى رقمي تفاعلي موجه للأجيال الشابة، بهدف إعادة إحياء هذا الموروث وربطه بالسياقات التعليمية والثقافية الحديثة.

وأكد أن الحفاظ على هذه اللهجات مسؤولية جماعية تتطلب تعاونًا بين الوزارات الثقافية والتعليمية، والجامعات، ومراكز الدراسات اللغوية، إلى جانب دور الإعلام في تقديم محتوى ناطق بهذه اللهجات وإبراز أهميتها التاريخية واللغوية، كما دعا إلى إنشاء أرشيف لغوي عربي مفتوح، يضم تسجيلات ووثائق ونصوصًا توثق هذه اللهجات، لتكون مرجعًا للأكاديميين والباحثين، وللأجيال القادمة الراغبة في فهم أصولها اللغوية.

وختم خليل تصريحه بالتأكيد على أن مستقبل اللهجات النادرة في العالم العربي يعتمد على مدى الوعي بقيمتها، والإرادة الفعلية لحمايتها، مشيرًا إلى أن أي تقصير في هذا الملف يُعد خسارة فادحة لهوية الأمة وتنوعها الثقافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى