الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث العربي يجسد تفاعل الحضارات ويعكس ثراءً ثقافيًا متنوعًا

أكد الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي أن التراث العربي لا يمثل مجرد بقايا من الماضي، بل هو رصيد حي يعكس التراكم الحضاري والتفاعل الثقافي بين شعوب المنطقة عبر قرون طويلة، مشيرًا إلى أن هذا التراث يملك تنوعًا غنيًا في مكوناته، بدءًا من العمارة الأندلسية مرورًا بفنون الخط العربي والموسيقى التقليدية، وانتهاءً بالحرف والممارسات الشعبية التي لا تزال حاضرة في المجتمعات العربية.
ولفت إلى أن هذا التنوع هو انعكاس مباشر لانفتاح الحضارة العربية على مختلف الثقافات التي تفاعلت معها عبر مراحل التاريخ، سواء في المشرق أو المغرب أو في مناطق التماس الحضاري مع أوروبا وآسيا وأفريقيا.
دعا الكاظم إلى إعادة النظر في طريقة التعامل مع التراث باعتباره عنصرًا أساسيًا في تشكيل الهوية العربية، وليس مادة جامدة معزولة عن الواقع، موضحًا أن حفظ التراث لا يعني فقط صونه من التدهور أو النسيان، بل إدماجه في الحياة اليومية وربطه بالمجالات الإبداعية المعاصرة مثل التصميم والفنون والإعلام، بما يضمن استمراريته ووصوله إلى الأجيال الجديدة.
وأشار إلى أن العمارة الأندلسية، مثلًا، لم تكن مجرد نمط بناء، بل كانت تعبيرًا عن توازن جمالي وروحي وثقافي لا يزال يلهم المعماريين حتى اليوم، كما أن الخط العربي تجاوز كونه وسيلة للكتابة ليصبح فنًا بصريًا يرمز للهوية ويُستخدم في المعارض والتصاميم والمنتجات.
أوضح أن الموسيقى العربية القديمة شكلت بدورها جزءًا من هذا الغنى، حيث تنوعت الآلات والمقامات والأنماط التعبيرية من منطقة إلى أخرى، وكل نمط يعكس بيئته ومجتمعه وتاريخه، وهو ما يستوجب التوثيق والدراسة والترويج، من خلال وسائل الإعلام والمنصات الثقافية والبرامج التعليمية.
ولفت إلى أن هذه العناصر التراثية لا بد أن توظف في بناء صورة معاصرة للثقافة العربية، تبرز ثقلها الحضاري وتؤسس لفهم متجدد للتراث لا يفصله عن التطور، بل يجعله جزءًا منه.
واختتم الدكتور يوسف الكاظم تصريحه بالتأكيد على أن الحفاظ على التراث لا يمكن أن يتحقق دون إعلام متخصص قادر على تقديمه بصورة واقعية وجاذبة، داعيًا إلى دعم مبادرات الإعلام التراثي العربي وتكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية لتعزيز الوعي بالتراث وتفعيله كمصدر للفخر والانتماء والمعرفة في آن واحد.