السبت 1447/02/08هـ (02-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: منطقتنا تحتضن واحدًا من أعمق وأغنى المخزونات الحضارية في العالم

يمتلك العالم العربي منذ القدم إرثًا ثقافيًا متجذرًا في أعماق الحضارة الإنسانية، يتمثل في تنوع مكوناته وتعدد تجلياته التي لا تزال تنبض بالحياة في تفاصيل الحياة اليومية للمجتمعات العربية، حيث أكد الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي أن منطقتنا تحتضن واحدًا من أعمق وأغنى المخزونات الحضارية في العالم، مشيرًا إلى أن هذا التراث ليس مجرد ماضٍ نستحضره، بل هو حاضر مستمر يؤثر في هوية الإنسان العربي ويعكس فرادته الثقافية.

وأشار الدكتور الكاظم إلى أن عناصر التراث العربي متنوعة بشكل مذهل، تبدأ من الخط العربي الذي يُعد من أبرز فنون التعبير البصري في العالم الإسلامي، مرورًا بالعمارة الإسلامية التي تتجلى في القصور والمساجد والأسواق، وصولًا إلى الحكايات الشعبية التي تتوارثها الأجيال وتتداخل فيها الأسطورة بالحكمة، والفنون التقليدية التي تمثل ذاكرة الشعوب وروحها، موضحًا أن هذه العناصر تشكل منظومة حضارية متكاملة يجب الحفاظ عليها وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي والإعلامي العربي.

ونوّه إلى أن الخط العربي لا يمثل فقط وسيلة للكتابة، بل يعد فنًا قائمًا بذاته يحمل جمالياته الفريدة ويجسد روح اللغة العربية وعمقها الرمزي، مؤكدًا أن الاهتمام العالمي المتزايد بهذا الفن يعكس مكانته الثقافية الرفيعة، وهو ما يتطلب من الدول العربية دعم المبادرات التي تُعنى بتعليمه وتطويره وترويجه عالميًا، باعتباره جزءًا أصيلاً من الهوية الحضارية.

وشدد على أن العمارة الإسلامية، بما تحمله من رموز جمالية وروحية، لا تزال تدهش العالم بروعتها الهندسية وتفاصيلها الدقيقة، سواء في المساجد التاريخية أو في المدن القديمة التي تشهد على تفاعل الإنسان العربي مع المكان والبيئة، معتبرًا أن حماية هذا الإرث العمراني ضرورة ملحة في ظل تحديات التوسع العمراني الحديث، الذي قد يهدد طمس معالم كثيرة منها.

كما أشار إلى أن الحكايات الشعبية تمثل أحد أشكال التراث الشفهي الذي يعكس الحكمة الشعبية وقيم المجتمع، وتُعد مصدرًا مهمًا لفهم العقل الجمعي العربي عبر العصور، داعيًا إلى تدوينها وإعادة تقديمها بوسائل حديثة تستهدف الأجيال الجديدة، حفاظًا على استمرارية هذا الموروث الثقافي.

وأكد الكاظم أن الفنون التقليدية، مثل الحرف اليدوية والموسيقى الشعبية والرقصات الفلكلورية، تشكل امتدادًا حيًا لتراث الأجداد، كما تعكس التنوع الثقافي داخل المجتمعات العربية، داعيًا إلى إقامة مهرجانات ومعارض تسلط الضوء على هذه الفنون وتوفر منصة للمبدعين في هذا المجال.

وأوضح أن الإعلام له دور محوري في إبراز هذا التراث وتعزيز الوعي به، من خلال تقديم محتوى يُعيد تقديمه بطريقة جاذبة تعزز الفخر بالهوية الثقافية وتساهم في تعميم المعرفة حوله عالميًا، مضيفًا أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يسعى من خلال مشاريعه إلى ترسيخ حضور التراث العربي في الفضاء الرقمي وفي المنصات المعرفية الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار