السبت 1447/03/14هـ (06-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » المعالم التاريخية » هيبون.. مدينة جزائرية تحتفظ بإرث حضاري متعدد العصور

هيبون.. مدينة جزائرية تحتفظ بإرث حضاري متعدد العصور

تأسست هيبون، الاسم القديم لمدينة عنابة، على يد الفينيقيين في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، واكتسبت أهمية كمركز تجاري روماني، وتُدرج اليوم ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، مما يعكس مكانتها التاريخية والحضارية عبر العصور المختلفة.

تتألق هيبون بتنوع آثارها الحضارية، وتشمل بقايا فينيقية ورومانية وبيزنطية، وتبرز المدينة تمازجًا ثقافيًا فريدًا، كما تعكس تطورها العمراني والاجتماعي عبر العصور، وتوضح كيف استطاعت الحضارات المتعاقبة ترك بصمتها على المدينة.

عنابة.. مدينة الآثار والجبال والشواطئ الجزائرية

استضافت هيبون القديس أوغسطين بين 354 و430 م، وكانت مركزًا للفكر المسيحي الأول، وعززت مكانتها كمركز ديني بارز، وتربط المدينة بين البعد الفكري والديني، وتوضح دورها في نشر الفكر المسيحي المبكر في شمال إفريقيا، ما أكسبها أهمية روحية وثقافية كبيرة.

حملت المدينة لقب “هيبوريجيوس” الملكية خلال العصر الروماني، وعكست أهميتها التجارية كميناء حيوي، وشكلت حلقة وصل بين الحضارات المتوسطية، كما أسهمت في تعزيز التبادل التجاري والثقافي، ووضعت المدينة على خريطة المدن الرائدة في البحر المتوسط.

تشمل آثارها الرومانية المنتدى الواسع، ويعد من أقدم المنتديات في الجزائر، ويظهر تنظيمًا حضريًا متقنًا، كما يعكس براعة العمارة الرومانية في تصميم المساحات العامة والمباني الرسمية، ويعطي لمحة عن الحياة اليومية والنشاط الاجتماعي في المدينة القديمة.

تضم المدينة الحمامات الرومانية المنتشرة شمالًا وجنوبًا، وتبرز اهتمام الرومان بالرفاهية والهندسة، كما تعد شاهدًا على تقنيات البناء المتطورة، وتجذب عشاق التاريخ والمهتمين بالمعمار، وتعكس أسلوب الحياة الرومانية المتقدم في العصور القديمة.

يبرز الحي المسيحي ببازيليكا السلام المرتبطة بالقديس أوغسطين، وتظهر بقاياها أهمية المدينة المسيحية، كما تعكس روحانية القرن الرابع، وتوضح التفاعل بين الدين والحياة اليومية، وتعطي الزائر شعورًا بالعمق الروحي والتاريخي للمدينة.

تحوي المنطقة السكنية فسيفساء رائعة، تعود لفترات تاريخية متعددة، وتبرز الفنون الرومانية المتقنة، كما تظهر تفاصيل الحياة اليومية في هيبون القديمة، وتوضح مهارة الفنانين في التعبير عن المجتمع والثقافة من خلال النقوش والزخارف.

بمناسبة شهر التراث.. رحلة بالدراجات لاكتشاف معالم مدينة عنابة وتراثها – جريدة الصريح

يحفظ المتحف الأثري في هيبون كنوزًا نادرة، ويعرض قطعًا فضية ونحاسية قديمة، ويوفر نظرة عميقة على تاريخ المدينة، ويجذب الباحثين والزوار على حد سواء، ويؤكد أهمية المدينة كمرجع علمي وثقافي للتاريخ المتوسطي.

دخلت هيبون الحكم الإسلامي عام 705 م، وتحولت إلى ميناء تجاري حيوي، واستمرت في لعب دور اقتصادي بارز، وعززت مكانتها في العصر الإسلامي، كما أسهمت في ربط المنطقة بسلاسل التجارة المتوسطية وتوسيع تأثيرها الثقافي والديني.

تُشكل هيبون جزءًا من إرث اليونسكو الإرشادي، وتبرز أهميتها الثقافية والتاريخية، كما تعكس تمازج الحضارات الفينيقية والرومانية والإسلامية، وتلهم زوارها بتاريخها العريق، وتوفر تجربة سياحية ثرية تجمع بين التعلم والاستكشاف.

تجذب هيبون عشاق التراث بمواقعها الأثرية، وتقدم تجربة سياحية غنية، كما تروي قصص الحضارات التي تعاقبت على المدينة، وتعد وجهة مثالية لاستكشاف التاريخ المتوسطي، وتبرز كمركز ثقافي يجمع بين الماضي والحاضر.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار