الأثنين 1447/03/16هـ (08-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » ميناء العقير رمز للتراث البحري في واحة الأحساء بالسعودية

ميناء العقير رمز للتراث البحري في واحة الأحساء بالسعودية

يشكل ميناء العقير التاريخي شاهدًا بارزًا على مكانة الأحساء في التجارة البحرية، فقد كان هذا الميناء خلال العهد العثماني مركزًا رئيسيًا للنشاط التجاري على ساحل الخليج العربي، كما ساهم في ربط المنطقة بالعالم الخارجي، وهو ما جعله جزءًا من المشهد الثقافي الذي اعتمدته اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 2018، ليؤكد قيمته العالمية وأهميته التاريخية.

السعودية تطور ميناء العقير التاريخى لجذب السائحين - بوابة الأهرام

تميز الميناء بموقعه الاستراتيجي الذي جعله بوابة رئيسية للتبادل التجاري، فقد كانت قوافل البضائع تصل إليه من مختلف مناطق الجزيرة العربية، ثم تُشحن عبر السفن إلى موانئ أخرى في الخليج والبحر الأحمر، وهو ما أبرز الدور الحيوي للأحساء كحلقة وصل بين الشرق والغرب، وعزز من حضورها الاقتصادي والثقافي عبر العصور.

تُظهر مباني الميناء القديمة الباقية حتى اليوم ملامح العمارة العثمانية، حيث شُيدت باستخدام الحجر والطين لتتلاءم مع البيئة الساحلية، كما تضم بقايا مستودعات كانت تستخدم لتخزين السلع التجارية، وهو ما يعكس مستوى التنظيم والاهتمام بالنشاط التجاري آنذاك، ويمنح الزائر تصورًا واضحًا عن حركة الحياة في تلك الفترة.

يمتاز الموقع بجمال طبيعي يحيط به من مختلف الجهات، إذ تنتشر أشجار النخيل في محيط الميناء لتضيف طابعًا فريدًا، كما يتكامل المشهد مع واحة الأحساء الخصبة التي تُعد من أبرز البيئات الزراعية في المنطقة، وهو ما يربط بين النشاط التجاري والحياة الزراعية، ويعكس التفاعل المستمر بين الإنسان والطبيعة.

تُبذل اليوم جهود متواصلة لترميم الميناء والحفاظ عليه باعتباره إرثًا وطنيًا، حيث تسعى الجهات المعنية إلى تعزيز مكانته ضمن خارطة السياحة الثقافية في المملكة، ويهدف ذلك إلى حماية بقاياه المعمارية وضمان استدامته كمعلَم تاريخي يروي قصص التجارة والبحر.

بالصور.. تعرف على أول ميناء بحري في السعودية

يستقطب الميناء زوارًا من داخل السعودية وخارجها، سواء من الباحثين عن التاريخ أو المهتمين بالعمارة التقليدية، كما يشكل وجهة سياحية تقدم تجربة فريدة يعيش فيها الزائر أجواء الماضي، ويتعرف من خلالها على دور الأحساء في صياغة ملامح الحركة التجارية عبر التاريخ.

يبقى ميناء العقير رمزًا للتراث البحري السعودي، فهو ليس مجرد موقع أثري بل شاهد حي على تاريخ المنطقة، إذ يروي حكايات التجار والسفن التي عبرت مياهه، ويعكس قيمة الأحساء كمركز حضاري متكامل يجمع بين الزراعة والتجارة والثقافة، وهو ما يجعله عنصرًا رئيسيًا في هوية الواحة.

المصدر: العربية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار