السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مادي » المعالم التاريخية » منزل العويس في الدرعية.. أيقونة نجدية تُعاد للحياة لتروي تاريخ العمارة الطينية لأكثر من ستة عقود

منزل العويس في الدرعية.. أيقونة نجدية تُعاد للحياة لتروي تاريخ العمارة الطينية لأكثر من ستة عقود

 

يُجسد بيت العويس في قلب الدرعية العاصمة التاريخية، نموذجاً حياً للعمارة النجدية الأصيلة التي تزين مناطق المملكة العربية السعودية، حيث يُعد هذا المنزل التراثي شاهداً على فنون البناء التقليدي، ويُقدر عمره بأكثر من ستين عاماً، مما يجعله وثيقة معمارية تحمل بين جدرانها فصولاً من حياة الماضي.

يَقع المنزل التاريخي في موقع متميز على طريق الملك فيصل في حي البجيري بالدرعية، وهو أحد الأحياء التي تحتضن جزءاً كبيراً من الإرث العمراني النجدي، وقد خضع البيت لعملية تأهيل وترميم شاملة، نفذت بدقة للمحافظة على طرازه المعماري الأصيل وعناصره الزخرفية التقليدية، ليعود إلى الحياة بعد سنوات من الإهمال.

بَادر الأستاذ إبراهيم بن صالح العويس، وهو أحد أبناء المنطقة المهتمين بالتراث، بتحمل مسؤولية تأهيل وترميم هذا المعلم التاريخي، وذلك إيماناً منه بأهمية حفظ المباني التراثية كجزء من الهوية الوطنية، وقد أسهمت جهوده في تحويل البيت من مبنى قديم إلى وجهة ثقافية مفتوحة للزوار.

Image 1

يُظهر التصميم المعماري لبيت العويس بوضوح خصائص الطراز النجدي القديم، الذي يتميز باستخدامه المواد الطبيعية المحلية مثل الطين والجص وجذوع النخيل في البناء، وتتجلى فيه المهارة الحرفية في تشكيل الجدران السميكة والنوافذ والأبواب الخشبية المزخرفة، التي توفر بيئة داخلية باردة تتناسب مع مناخ المنطقة الحار.

تَبعت عملية الترميم الدقيقة إتباعاً كاملاً للمواصفات التراثية، حيث حرص القائمون على المشروع على استخدام نفس المواد والتقنيات التي استُخدمت في البناء الأصلي، لضمان استعادة الشكل والمظهر التاريخي للبيت، دون إدخال تعديلات جوهرية على هيكله الأصلي، وهو ما يجعله مرجعاً لدراسة العمارة النجدية.

يُعد بيت العويس حالياً وجهة ثقافية مفتوحة أمام الجمهور والزوار، حيث يمكنهم التجول في فناءاته وغرفه التقليدية، التي تعكس تفاصيل الحياة اليومية لسكان الدرعية على مدى عقود طويلة، ويُمكن للزوار من خلال زيارتهم استكشاف النمط المعيشي التقليدي، وفهم كيفية تكيف العمارة مع الظروف الاجتماعية والبيئية للمنطقة.

يُضيف هذا الإنجاز التراثي قيمة ثقافية وسياحية كبيرة لمنطقة الدرعية، التي تخضع حالياً لمشاريع تطوير ضخمة لإعادة إحيائها كمركز تاريخي عالمي، ويُسهم افتتاح البيت للجمهور في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث العمراني، وتشجيع المبادرات الفردية لإعادة تأهيل المعالم القديمة.

يَتطلع المشرفون على بيت العويس إلى أن يصبح نقطة جذب رئيسية ضمن خارطة الدرعية السياحية، وأن يُستخدم لاستضافة الفعاليات الثقافية وورش العمل التي تُعنى بالفنون والحرف اليدوية التراثية، ليتحول البيت من مجرد مبنى قديم إلى مركز حيوي لتبادل المعرفة والخبرات حول التراث النجدي، ويُعد تجسيداً لنجاح جهود القطاع الخاص في حفظ الذاكرة العمرانية للمملكة.

المصدر: هيئة التراث السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار