معبد لالش يعد من أهم المعالم الدينية لدى الإيزيديين، إذ يقع في منطقة جبلية بمحافظة نينوى شمال العراق، على بعد نحو ستين كيلومترًا شمال غرب مدينة الموصل قرب بلدة عين سفني، ويُعتبر المقر الروحاني الأعلى للديانة الإيزيدية في العالم، كما أُدرج على القائمة الإرشادية المؤقتة لمنظمة اليونسكو تحت المسمى الرسمي “معبد لالش”.
يحمل المعبد قيمة روحية فريدة لدى الإيزيديين الذين يعتبرونه أقدس مكان على الأرض، ويعد أقدم معبد قائم في إقليم كردستان العراق، ويقصده الحجاج الإيزيديون من مختلف أنحاء العالم لأداء طقوسهم الدينية، حيث يمثل زيارة المعبد والحج إليه مرة واحدة في العمر أحد أهم أركان العبادة لديهم، ويستمر موسم الحج لمدة سبعة أيام تتخلله طقوس واحتفالات دينية خاصة.
تعود جذور المعبد إلى عصور قديمة، ويضم مجمعه عددًا من المباني والكهوف التي تحمل دلالات دينية وتاريخية، ويحتوي على معبد لالش النوراني الذي يضم ضريح الشيخ عدي بن مسافر، أحد أبرز الشخصيات الدينية في تاريخ الإيزيديين، كما تضم الكهوف المحيطة أسماء وشواهد مرتبطة بفترات تاريخية متعاقبة، وهو ما يمنح الموقع بعدًا أثريًا وثقافيًا مهمًا.
يشكل المعبد أيضًا مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا، إذ يستقبل الزوار من مختلف الأديان والثقافات، ويوفر لهم قاعات استقبال ومناطق استراحة تقدم الضيافة والطعام، ما يجعله مساحة للتواصل الإنساني إلى جانب مكانته الروحية، كما أنه يمثل نقطة التقاء للزوار المحليين والأجانب الراغبين في التعرف على التراث الإيزيدي.
تسعى وزارة الثقافة العراقية بالتعاون مع مؤسسات التراث إلى تسجيل معبد لالش على قائمة التراث العالمي الدائم لدى اليونسكو، وهو ما يعكس إدراك السلطات لأهمية الموقع في حفظ الهوية الثقافية والدينية للإيزيديين، ويعزز فرص تطويره كموقع جذب سياحي وثقافي يساهم في التعريف بتاريخ العراق المتنوع.
يحافظ المعبد على دوره كمركز لإقامة الطقوس والاحتفالات الدينية، حيث يجتمع الإيزيديون في أعيادهم ومناسباتهم الخاصة، ويؤدون طقوسًا متوارثة تعكس استمرارية تقاليدهم عبر الأجيال، كما يظل رمزًا للصمود الثقافي والديني رغم ما مرت به المنطقة من أحداث وصراعات، ما يجعله شاهدًا حيًا على عمق الجذور التاريخية للإيزيديين في العراق.
المصدر: ويكيبيديا
