يبرز معبد المسلات في جبيل كجوهرة أثرية في قلب المدينة بمحافظة جبل لبنان، شُيد في العصر البرونزي حوالي 2600 قبل الميلاد لعبادة الإله الكنعاني رشف، وأضافت المسلات لاحقاً بين 1600 و1200 قبل الميلاد لتشكل رموزاً دينية وثقافية بارزة. أدرجت اليونسكو الموقع ضمن قائمة التراث العالمي عام 1984، وأصبح جزءاً أساسياً من الإرث الثقافي والحضاري للمدينة.
تتميز هندسة المعبد بالتصميم الفريد الذي يعكس براعة الحضارة الكنعانية، وتستمر المسلات في الصمود أمام عوامل الزمن، حاملة قصص الطقوس القديمة، وجاذبة للباحثين والزوار المهتمين بالتراث. يقدم الموقع لمحة عن الحياة الروحية للكنعانيين ويوثق تفاصيل دقيقة عن معتقداتهم، ما يعزز فهمنا لتاريخ المنطقة العريق ويبرز مكانة جبيل كمركز حضاري منذ آلاف السنين.
يقع معبد المسلات في موقع استراتيجي يطل على البحر الأبيض المتوسط، ويمزج بين الجمال الطبيعي والأهمية التاريخية، كما كشفت الحفريات عن بقايا معقدة تعكس مهارة البنائين القدماء وتضم عناصر معمارية نادرة. يحافظ المعبد على سحره الأثري، ويستمر في سرد حكايات شعب عاش على هذه الأرض منذ آلاف السنين، ويعكس تنوع التراث الإنساني وتفاعل الحضارات عبر العصور.
يشكل المعبد جزءاً من النسيج الثقافي لجبيل، ويساهم في إبراز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية عالمية، ويجذب عشاق التاريخ والباحثين من كل أنحاء العالم. يعزز الموقع السياحة الثقافية في لبنان، ويقدم تجربة غامرة للزوار تربط بين الماضي والحاضر، ويحث على التأمل في أهمية الحفاظ على التراث، ويبرز قيمة الإرث الكنعاني والدور الحضاري لجبيل.
تستمر جبيل في استقطاب الزوار بفضل مواقعها الأثرية المتنوعة، ويظل معبد المسلات رمزاً للصمود الثقافي ومركزاً لتفاعل الحضارات عبر العصور. يدعو الموقع الزوار للتعرف على الإرث الكنعاني وحماية هذا الكنز التاريخي، ويعزز الهوية الثقافية اللبنانية، ويحتفظ بمكانته كشاهد حي على التاريخ، ويستمر في تقديم قصة الاستمرارية الحضارية للأجيال القادمة.
المصدر: اليونسكو