الأربعاء 1447/03/11هـ (03-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » مراكش المغربية.. “المدينة الحمراء” التي تجمع بين التراث والحداثة

مراكش المغربية.. “المدينة الحمراء” التي تجمع بين التراث والحداثة

تُعد مدينة مراكش واحدة من أبرز المدن المغربية وأكثرها ثراءً بالمعالم التاريخية والمعمارية، وقد تأسست عام 1062 ميلادية على يد أبو بكر بن عمر اللمتوني أمير دولة المرابطين، لتصبح منذ ذلك التاريخ مركزاً سياسياً وثقافياً بارزاً في شمال أفريقيا، حيث لعبت أدواراً محورية في تاريخ المغرب، وما زالت إلى اليوم وجهة تستقطب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.

أشهر المآثر التاريخية بمراكش | Wingie

في عام 1985 أدرجت منظمة اليونسكو مراكش على قائمة التراث العالمي، اعترافاً بأهميتها التاريخية والعمرانية، إذ تضم المدينة القديمة مجموعة واسعة من القصور والمساجد والأسواق الشعبية التي تعكس عمق الحضارة المغربية وتنوعها، كما أن جدرانها الحمراء الشهيرة، التي أكسبتها لقب “المدينة الحمراء”، تشكل أحد أبرز رموزها المعمارية المتفردة.

تتميز مراكش بقدرتها على الجمع بين الأصالة والحداثة، فهي تحتفظ بأحيائها التقليدية مثل حي المدينة العتيقة حيث تنتشر الأزقة الضيقة والأسواق التقليدية، وفي الوقت نفسه تشهد نمواً حضرياً متسارعاً يجعلها من المدن الأكثر حيوية في المغرب، وهذا التنوع ساهم في جعلها جسراً يربط بين الماضي العريق والحاضر المتطور.

المدينة لعبت دوراً بارزاً في التاريخ السياسي والثقافي للمغرب، فقد كانت عاصمة لعدة دول مغربية تعاقبت على حكم المنطقة، وهو ما ترك بصمات واضحة على عمرانها ومؤسساتها الدينية والثقافية، كما شكّلت مركزاً للتبادل التجاري بين الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا، مما رسّخ مكانتها كمحطة رئيسية للقوافل التجارية عبر القرون.

إدراج مراكش ضمن التراث العالمي يعكس التزام المغرب بالحفاظ على هويته التاريخية، حيث تبذل السلطات المحلية جهوداً مستمرة لصيانة المواقع الأثرية وإعادة ترميم المباني التاريخية التي تضررت بفعل الزمن، إضافة إلى برامج تهدف إلى إدماج التراث العمراني في مشاريع التنمية السياحية والاقتصادية، وهو ما يعزز حضور المدينة على خريطة السياحة العالمية.

www.le360.ma | « مراكش مدينة التراث والفن والثقافة ».. عنوان احتفالية الإيسيسكو بمراكش

المدينة لا تشتهر فقط بمعمارها، بل أيضاً بحياتها الثقافية النابضة، فهي تحتضن مهرجانات دولية كبرى أبرزها مهرجان مراكش الدولي للفيلم الذي يجذب شخصيات عالمية من صناعة السينما، كما تشهد نشاطاً فنياً متنوعاً يعكس انفتاحها على مختلف الثقافات، مما يرسخ مكانتها كعاصمة ثقافية وفنية بامتياز.

اليونسكو تعتبر مراكش نموذجاً للمدن التي تجمع بين العمق التاريخي والحيوية المعاصرة، وهو ما يجعلها إرثاً إنسانياً يخص العالم بأسره، وليس المغرب وحده، فالمحافظة على هذه المدينة تعني الحفاظ على ذاكرة حضارية مشتركة شكلت عبر العصور جسراً للتواصل بين شعوب وثقافات مختلفة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار