تعتبر مأرب مدينة تاريخية عريقة وعاصمة محافظة مأرب في اليمن، وترتبط بتاريخ قديم يعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث كانت عاصمة مملكة سبأ.
وشهدت المنطقة ازدهارًا اقتصاديًا وحضاريًا كبيرًا بفضل سد مأرب، الذي ظل رمزًا للإنجاز الهندسي والري لأكثر من ألف عام حتى انهياره في عام 575 م.
وفي عام 2023، أُدرجت مأرب ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تحت اسم “معالم مملكة سبأ القديمة – مأرب”، لتؤكد أهميتها الثقافية والتاريخية.
تشمل المواقع الأثرية في مأرب مدينة مأرب القديمة، وسد مأرب التاريخي، ومعبدي أوام وبرآن، إضافة إلى مدينة صرواح التي تمثل امتدادًا لحضارة مملكة سبأ.
ويأتي إدراج هذه المواقع ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في ظل التهديدات المستمرة التي تواجهها بسبب الصراع الدائر في اليمن، هذا الإدراج يهدف إلى توفير حماية دولية معززة لتلك المواقع، وحشد الدعم للحفاظ عليها من خطر الاندثار.
ترتبط مأرب بحضارة سبأ التي تعد واحدة من أقدم الحضارات في المنطقة، ويبرز السد كرمز رئيسي لهذه الحضارة، حيث أتاح التحكم بالمياه وساهم في ازدهار الزراعة والتجارة في المنطقة.
أثر مأرب التاريخي يشمل أيضًا المعابد التي تعكس الطقوس الدينية والهندسة المعمارية المميزة لتلك الحقبة، مثل معبد أوام ومعبد برآن، مما يضيف أبعادًا ثقافية ودينية تبرز عمق الحضارة السبئية.
يرى المختصون أن إدراج مأرب في قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر، يمنح فرصة حقيقية لتفعيل آليات الحماية الدولية، ويساعد على تعزيز الوعي العالمي بقيمة هذه المواقع، كما يمكن أن يكون هذا الإدراج حافزًا لإعادة إطلاق السياحة الثقافية في مأرب، إذ يتوقع أن يجذب هذا الاعتراف الدولي زوارًا مهتمين بالتاريخ والتراث، ما يساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي بعد سنوات من النزاع.
تمثل مأرب اليوم رمزًا للتاريخ اليمني القديم وحضارة سبأ العريقة، ويُنظر إليها على أنها بوابة لفهم تاريخ شبه الجزيرة العربية في العصور القديمة.
