تمثل مدينة دهب إحدى أهم الوجهات السياحية في مصر، حيث تقع على خليج العقبة وتتبع محافظة جنوب سيناء، وتجمع بين الطابع الطبيعي الفريد والإرث التاريخي الذي يعكس تعاقب الحضارات على أرضها، فقد عرفت المدينة منذ قرون طويلة بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها محطة للتجارة والرحلات البحرية، كما أنها احتفظت ببقايا أثرية مهمة أبرزها حصن بيزنطي يعود للقرن الخامس الميلادي ويعد شاهداً على أهمية المنطقة في التاريخ القديم.
تتميز دهب بكونها وجهة تجمع بين البحر والجبل والصحراء في مشهد واحد، حيث تجذب شواطئها الممتدة على ساحل خليج العقبة أعداداً متزايدة من الزوار الذين يقصدونها لممارسة أنشطة الغوص والرياضات البحرية المختلفة، بينما تمنحها جبال سيناء المحيطة خلفية طبيعية تضيف إلى جاذبيتها السياحية، وهو ما جعلها مقصداً للباحثين عن تجربة متكاملة تجمع بين الاسترخاء والمغامرة.
يرتبط اسم دهب بتاريخ طويل يمتد من العصور القديمة حتى العصر الحديث، إذ كانت المنطقة محطة للتواصل بين طرق التجارة البحرية والبرية، كما أسهم موقعها الجغرافي في جعلها حلقة وصل بين مصر والمشرق العربي، وهو ما انعكس في طبيعة سكانها الذين تأثروا بتعدد الثقافات والأنماط الحياتية، لتصبح المدينة اليوم نموذجاً للتعايش بين الأصالة والانفتاح.
يشكل الحصن البيزنطي الذي يعود للقرن الخامس الميلادي أحد أبرز معالم المدينة الأثرية، حيث يبرز كدليل على الأهمية العسكرية والاستراتيجية التي تمتعت بها المنطقة، ويمنح الباحثين والمهتمين بالتاريخ مادة غنية لدراسة الحقبة البيزنطية في سيناء، كما يمثل إضافة إلى المشهد السياحي الذي يجمع بين التراث والأنشطة الترفيهية الحديثة.
أدرجت دهب في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت الاسم الرسمي “دهب”، وهو ما يعكس التوجه نحو الاعتراف الدولي بقيمتها الثقافية والطبيعية، ويؤكد ضرورة الحفاظ على مكوناتها البيئية والمعمارية من التغيرات التي قد تطرأ بفعل النشاط السياحي والتوسع العمراني، كما يعزز من مكانتها كمدينة مرشحة لأن تكون ضمن مواقع التراث العالمي التي تحظى بالحماية الدولية.
تسعى المدينة اليوم إلى تعزيز حضورها على الخريطة السياحية العالمية من خلال تطوير بنيتها التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للزوار، مع الحفاظ على طابعها التقليدي الذي يمنحها خصوصيتها، وبذلك تظل دهب وجهة تمثل التوازن بين التاريخ والطبيعة والسياحة الحديثة، وتعكس صورة متكاملة عن التنوع الثقافي والجغرافي لمصر.
المصد: المصري اليوم
