سجلت بيت لحم كأول موقع فلسطيني على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو عام 2012، وأكدت مكانتها التاريخية والدينية، إذ تضم كنيسة المهد التي تعود إلى القرن الرابع الميلادي، باعتبارها مسقط رأس السيد المسيح.
تضم المدينة مجموعة من الكنائس والأديرة والأبراج والحدائق التي تشكل جزءاً من هذا الموقع المقدس، مما يعزز من قيمتها الروحية والثقافية للحجاج من مختلف أنحاء العالم.
شيدت كنيسة المهد في الأصل عام 339 ميلادية بأمر الإمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر، وجرى تجديدها في القرن السادس بعد أن تعرضت لحريق، ما يدل على أهمية الحفاظ على هذا الصرح الديني عبر العصور.
يمتد طريق الحج من كنيسة المهد إلى مواقع أخرى ذات أهمية دينية وتاريخية، وهو مسار يستقطب الزوار الذين يهدفون إلى إتمام رحلاتهم الروحية في بيت لحم، ويشكل هذا الطريق جزءاً مهماً من الهوية الدينية والثقافية للمدينة.
تعمل اليونسكو بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين على حماية هذا الموقع، عبر مشاريع الترميم والتطوير، إضافة إلى جهود رفع الوعي بأهمية المحافظة على التراث الثقافي، ويسهم هذا التعاون في دعم الاقتصاد المحلي من خلال تعزيز السياحة الدينية، ويضمن استمرار مكانة بيت لحم كمركز روحي يجذب الحجاج من مختلف بقاع الأرض، ويترافق ذلك مع جهود في مجال الصناعات التقليدية التي تحتفظ بها المدينة، مما يثري المشهد الثقافي والاجتماعي.
يحتفل مركز السلام في بيت لحم بالذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي من خلال تنظيم معرض صور يعكس تاريخ المدينة وأهميتها العالمية، ما يعزز الروابط بين المجتمع الدولي والمدينة المقدسة.
ويجسد هذا المعرض التزام بيت لحم بالحفاظ على تراثها والترويج لقيمتها التاريخية، ويرسخ موقعها كوجهة دينية وثقافية تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، ليكون رمزاً للسلام والتعايش بين الشعوب.
تبرز بيت لحم كمدينة تحمل إرثاً تاريخياً عميقاً، وجسر تواصل بين الماضي والحاضر، إذ تجمع بين الأبعاد الدينية والثقافية والتاريخية، وتقدم نموذجاً للحفاظ على التراث في بيئة تواجه تحديات عديدة.
