تمثل مدافن بوري إحدى أبرز المواقع الأثرية في البحرين، إذ تضم منطقة واسعة من تلال المدافن الركامية التي تعود إلى حضارة دلمون في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتبرز هذه المدافن كدليل هام على الممارسات الجنائزية والطقوس الدينية لتلك الحقبة، ويشكل الموقع جزءًا أساسيًا من التراث الحضاري للبحرين والخليج.
تقع مدافن بوري في المحافظة الشمالية، وتتميز بتجمع كثيف لتلال المدافن التي شيدها القدماء باستخدام الحجارة بشكل منظم، مما يعكس المستوى المتقدم من التنظيم الاجتماعي والديني في حضارة دلمون، ويجذب الموقع اهتمام الباحثين والمهتمين بالتاريخ القديم لفهم أساليب الحياة والموت في تلك الفترة.
سُجلت مدافن بوري ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2019، كجزء من تلال مدافن دلمون، تكريمًا لقيمتها الأثرية وتاريخها الثقافي، ويأتي هذا التسجيل ضمن الجهود الدولية للحفاظ على المواقع التي تمثل حضارات قديمة، ويعزز المكانة التاريخية للبحرين ويبرز أهمية المحافظة على هذا الإرث الفريد.
تعمل الجهات المختصة في البحرين على خطط تطويرية للحفاظ على الموقع وصيانته، مع التركيز على توعية الجمهور بأهمية مدافن بوري ودورها في نقل التاريخ الحضاري، كما تسعى لتسهيل زيارة الباحثين والسياح مع الحفاظ على الطابع الأثري للموقع، وهذا ضمن استراتيجيات أوسع للحفاظ على التراث الوطني.
تعكس مدافن بوري العلاقة العميقة بين الإنسان والبيئة في العصور القديمة، حيث أبدع القدماء في بناء المدافن باستخدام الموارد المتاحة، لتشكيل مواقع ذات طابع روحي ومجتمعي، ويعكس الموقع التاريخي التقاليد المتبعة في دلمون ويتيح فرصة لاستكشاف ثقافة عريقة عاشت على أرض البحرين منذ آلاف السنين.
