الجمعة 1447/02/21هـ (15-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » السودان » مرئي » المعالم التاريخية » محمية وادي هور السودانية.. أطول الأودية الجافة التي عرفتها الصحراء الكبرى

محمية وادي هور السودانية.. أطول الأودية الجافة التي عرفتها الصحراء الكبرى

أعلنت الجهات السودانية المختصة تسجيل محمية وادي هور ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو، استنادًا إلى ما تحتويه من تنوع طبيعي وأثري فريد، حيث تمتد هذه المحمية عبر مناطق شاسعة تشمل شمال دارفور والولاية الشمالية، وتشكل واحدًا من أطول الأودية الجافة التي عرفتها الصحراء الكبرى بطول يتجاوز 1200 كيلومتر، ويمتد من مرتفعات أنيدي داخل الأراضي التشادية حتى نهر النيل شمال السودان في مدينة دنقلا، وقد عُرف هذا الامتداد في المنطقة الأخيرة باسم “وادي الملك”، في إشارة إلى مكانته التاريخية الكبرى.

وادي هور – مجلة السودان | Sudan Journal

تميز وادي هور منذ آلاف السنين بكونه مجرىً مائيًا نشطًا، وكان يمثل رافدًا رئيسيًا للنيل قبل أن تجف مياهه بفعل التغيرات المناخية التي شكلت الصحراء الحالية.

وتشير الدلائل الأثرية المكتشفة إلى أن المنطقة عرفت نشاطًا بشريًا منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث تنتشر بقايا مستوطنات بدائية ونقوش صخرية على امتداد الوادي، تعكس شكل الحياة اليومية ومظاهر الاستيطان البشري في فترات ما قبل الجفاف، كما تكشف عن مستوى ثقافي وإنساني متقدم في تلك الفترات، ويُعتقد أن الوادي كان جزءًا من شبكة أنهار متصلة شكلت العمود الفقري للنشاط الإنساني في شمال إفريقيا.

تضم محمية وادي هور مجموعة واسعة من الأنظمة البيئية التي لا تزال صامدة في وجه التصحر، حيث تنمو أنواع نباتية مقاومة للجفاف، وتعيش أنواع من الحيوانات التي تتأقلم مع البيئة الصحراوية القاسية، إضافة إلى وجود سمات جيولوجية مثل الصخور البركانية والبقايا الرسوبية التي تكونت نتيجة البحيرات القديمة، وتمنح هذه التكوينات للمحمية طابعًا بصريًا مميزًا يجعل منها موقعًا مؤهلاً للجذب السياحي البيئي، كما توفر فرصة نادرة للبحث العلمي الجيولوجي والمناخي.

𝐖𝐃 𝐙𝐚𝐢𝐧𝐚𝐛 on X: "منطقة وادي هور بشمال دارفور السودان جميل😍 https://t.co/ACphTaYJPb" / X

تُعد المحمية وجهة محتملة لتطوير السياحة البيئية، من خلال تنظيم جولات استكشافية للمواقع الأثرية، وزيارة مناطق الكثبان الرملية، والتفاعل مع المجتمعات المحلية التي لا تزال تحافظ على عادات وتقاليد متوارثة، ويمنح إدراج وادي هور ضمن مواقع التراث العالمي دفعة قوية للاستثمار في البنية التحتية والخدمات ذات الصلة، مع الحفاظ على توازن البيئة الطبيعية ومنع التعدي عليها.

أعلنت السلطات السودانية في عام 2001 تحويل وادي هور إلى محمية طبيعية وفق تصنيف وطني لحماية المواقع البيئية والتاريخية ذات القيمة، وتدعو حالياً إلى الاعتراف به دوليًا استنادًا إلى المعايير البيئية والتراثية، لما يمثله من سجل طبيعي وموطن تاريخي يعكس تطور الإنسان والبيئة في قلب الصحراء الكبرى، ويؤكد أهمية الحفاظ على المناطق التي تمثل رابطًا بين الماضي العميق والتحديات البيئية الحالية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار