السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الكويت » مادي » الآثار » متحف شهداء القرين رمز تراثي للفداء والصمود ويحفظ ذاكرة المقاومة الكويتية

متحف شهداء القرين رمز تراثي للفداء والصمود ويحفظ ذاكرة المقاومة الكويتية

يقع متحف شهداء القرين في منطقة القرين بالكويت، وهو منزل سابق حُوِّل إلى صرح وطني لتخليد ذكرى شباب المقاومة الكويتية الأبطال الذين استشهدوا فيه أثناء الغزو العراقي الغاشم عام 1991، ويتبع المتحف للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليظل شاهداً حياً على بطولات أبناء الوطن.

ئستقبل المتحف زواره أيضاً في الفترة المسائية من الرابعة والنصف عصراً حتى الثامنة والنصف مساءً، ولكنه يُغلق أبوابه يوم الأحد للاستراحة والصيانة، ويهدف المتحف في جوهره إلى توثيق بطولات أبناء الكويت الشجعان الذين قاوموا الاحتلال ببسالة، وتخليد تضحياتهم العظيمة من أجل تحرير الوطن، يروي المتحف تفاصيل قصة معركة بيت القرين، التي وقعت أحداثها البطولية في الرابع والعشرين من فبراير عام 1991.

استشهد في هذه المعركة 12 شاباً من المقاومة الكويتية الباسلة، ليتحول هذا البيت العادي إلى رمز للفداء والصمود، ويمكن للزوار مشاهدة الآثار والأضرار الحقيقية التي لحقت بالمنزل خلال المعركة، بما في ذلك جدرانه المتضررة بشكل واضح من طلقات الرصاص والقنابل.

بيت القرين... رمز بطولات الكويتيين - الراي

يستعرض المتحف صوراً ووثائق حقيقية تعود إلى فترة الغزو العراقي للكويت، ويعرض أيضاً رسائل عُثر عليها من الضباط العراقيين، مما يضيف بعداً واقعياً للرواية التاريخية.

يُعد المتحف تجسيداً حياً لذاكرة الأمة، حيث يعرض فصولاً من تاريخ المقاومة الوطنية التي أظهرها الكويتيون بمختلف شرائحهم، ويُمكن الزائر من التفاعل المباشر مع البيئة التي شهدت تلك الأحداث المؤلمة والمشرفة في آن واحد.

ويشعر الزائر عند مروره بين أروقة المتحف بروح التضحية والفداء التي سادت المكان، وتُعيد إليه المشاهد الموثقة لتلك الأضرار حجم الكارثة التي تعرضت لها البلاد وعمق البطولة التي واجهتها.

يُمثل بيت القرين نقطة تحول في سرد قصة التحرير، حيث أثبت الشباب الكويتي قدرتهم على المقاومة المنظمة، رغم محدودية إمكانياتهم مقارنة بالعدو الغازي.

وحرصت الجهات الرسمية ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الحفاظ على هذا الموقع بشكله الأصلي، ليبقى مزاراً تاريخياً وتعليمياً للأجيال القادمة، ويُؤكد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الكبرى.

شُيد المتحف ليُصبح منارة تضيء على تضحيات جيل كامل دفع دمه ثمناً للحرية والاستقلال، ويُعطي درساً خالداً في حب الوطن والتفاني في سبيله.

وتهدف الإدارة من وراء الإبقاء على الدخول مجانياً إلى ضمان وصول هذا الجزء الهام من تاريخ الكويت لكل مواطن وزائر، ليتعرف الجميع على حجم التضحيات التي بُذلت.

يعرض المتحف صور الشهداء وقصصهم الشخصية، مما يربط الزائر بالجانب الإنساني للبطولة والتضحية، ويجسد بذلك أهداف المجلس الوطني للثقافة في صون الذاكرة الوطنية.

المصدر: الراي

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار