تتربع كنيسة اللاتين في قلب مدينة السلط بمحافظة البلقاء، وهي تعرف أيضًا باسم كنيسة انتقال السيدة، وتعد رمزًا للتراث الثقافي والديني في الأردن، بُنيت عام 1886، وتمثل نقطة التقاء بين العمارة التاريخية والروحانية العميقة، وتستقطب الزوار الباحثين عن الثقافة والتاريخ والروحانية في الوقت نفسه، فهي معلم يروي قصص المدينة عبر عقود من الزمن، وتشهد على التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان.
تأسست كنيسة اللاتين في أواخر القرن التاسع عشر خلال العهد العثماني، وتضم ديرًا ومدرسة، مما يجعلها مركزًا دينيًا وتعليميًا في السلط، تصميمها المعماري يعكس الطابع التقليدي للمدينة، ويقدم للزائر تجربة ثقافية متكاملة، حيث يجد فيها ملاذًا روحيًا وثقافيًا، ويستطيع التعرف على تاريخ المدينة الطويل الذي يعكس تطورها عبر الزمن.
وفي عام 2021 أُدرجت الكنيسة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ضمن إدراج مدينة السلط كمدينة للتسامح، وهو ما يعكس القيم الحضارية التي تحملها الكنيسة.
تتميز مدينة السلط بتنوعها الثقافي والديني، وكنيسة اللاتين تشكل جزءًا أساسيًا من هذا الإرث الحضاري، إدراجها في قائمة اليونسكو عزز مكانتها على المستوى العالمي، وتستقطب الكنيسة زوارًا من مختلف الأديان والثقافات، وتقام حولها فعاليات دينية وثقافية بانتظام، وهو ما يعكس روح التسامح في المدينة، إضافة إلى أن الدير والمدرسة المرتبطين بالكنيسة يعززان دورها التعليمي، ويتيحان فرصًا للتواصل بين أبناء المجتمع المحلي، لتصبح الكنيسة مركزًا للتعليم والثقافة، ويعكس ذلك دورها في الحفاظ على التراث والتاريخ المحلي.
كنيسة اللاتين لا تقتصر على كونها معلمًا دينيًا، بل هي وجهة سياحية بارزة، يستمتع الزوار باستكشاف محيطها المليء بالأسواق والمباني التاريخية، جمالها المعماري يجذب عشاق التاريخ، والمنطقة المحيطة بها غنية بالتراث والتقاليد، والتجول في شوارع السلط يكشف عن تناغم الثقافات، ويضيف بعدًا روحيًا لتجربة الزائر.
وتظل الكنيسة رمزًا للضيافة الحضارية، زيارتها تقدم تجربة متكاملة من التاريخ والثقافة والروحانية، وإدراجها في اليونسكو يعكس أهميتها على الصعيد العالمي، فهي شاهدة على تاريخ السلط العريق، وتعكس قيم التسامح والتنوع الثقافي، وتلهم الزوار بجمال التراث الأردني، فالمدينة تفتخر بكونها مركزًا للضيافة والتسامح، وكنيسة اللاتين تجسد هذه القيم بكل وضوح، وإرثها يعزز مكانة السلط عالميًا.