الجمعة 1447/04/04هـ (26-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » المعالم التاريخية » كنيسة الخضر في السلط.. رمز التسامح والتراث الحضاري في الأردن

كنيسة الخضر في السلط.. رمز التسامح والتراث الحضاري في الأردن

 

تتوسط كنيسة الخضر التاريخية مدينة السلط الأردنية، وتقف كمعلم أرثوذكسي يعكس عمق التاريخ والروحانية، وتقع في شارع الخضر بمحافظة البلقاء، وتعد رمزًا للتسامح والتنوع الثقافي، تأسست عام 1682 في العهد العثماني، ولا تزال شاهدة على التراث العريق للمنطقة، وتستقطب الزوار الباحثين عن تجربة ثقافية ودينية متكاملة.

بُنيت كنيسة الخضر في القرن السابع عشر، وتحمل طابعًا معماريًا فريدًا يميزها عن المعالم الدينية الأخرى في المدينة، وترميمها في أوائل القرن الحادي والعشرين أعاد إحياء جمالها التاريخي، وهي تجمع بين الأصالة والحداثة في هيكلها المعماري، وتشكل وجهة دينية محبوبة بين أهالي السلط والزوار من خارجها.

تشهد الكنيسة على قصص المعجزات والعجائب المرتبطة بها، ويزورها المؤمنون طلبًا للبركة والشفاء الروحي، وتلك السمعة جعلتها وجهة دينية وثقافية مميزة، وفي عام 2021 أُدرجت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وذلك تكريمًا لمدينة السلط كـ”مدينة التسامح”، ما يعكس دور الكنيسة كرمز للوحدة بين الأديان والثقافات المختلفة.

Al Khader Church

مدينة السلط معروفة بتاريخها الغني وتنوعها الثقافي، وتشكل كنيسة الخضر جزءًا أساسيًا من هوية المدينة التراثية، وإدراجها في قائمة اليونسكو عزز مكانتها عالميًا، والكنيسة ليست مجرد معلم ديني، بل تمثل رمزًا للتعايش السلمي، حيث تجذب زوارًا من مختلف الأديان والخلفيات الثقافية، ويعكس هذا التنوع روح المدينة الحضارية.

تتميز المنطقة المحيطة بالكنيسة بأسواقها التقليدية ومبانيها التاريخية، ويستمتع الزوار بالتجول في شوارع السلط العريقة، بينما تضيف الكنيسة بعدًا روحيًا لهذه التجربة، ما يجعل زيارتها فرصة للتعرف على التراث المحلي واكتساب تجربة ثقافية شاملة، وتُبرز الكنيسة التوازن بين الطابع الديني والبعد الحضاري للسلط.

كنيسة الخضر تمثل قيم التسامح والضيافة في السلط، ويعكس تاريخها الطويل قصص التعايش بين المسيحيين والمسلمين، فهي مكان يجمع الناس في أجواء من السلام، والترميم الذي خضعت له الكنيسة حافظ على تفاصيلها المعمارية الأصلية، مما عزز من قيمتها كموقع تراثي عالمي، ويشعر الزوار بعمق التاريخ والروحانية عند زيارتها.

تُعد الكنيسة نقطة جذب سياحي وديني في آن واحد، حيث تُقام فعاليات ثقافية ودينية منتظمة في محيطها، وتعزز هذه الأنشطة مكانة السلط كوجهة حضارية متميزة، وتظل الكنيسة رمزًا للتراث الأردني العريق، ويعكس إدراجها في قائمة اليونسكو أهميتها العالمية، فهي تجمع بين الروحانية والتاريخ في قلب المدينة.

السلط تفتخر بكونها مدينة التسامح والضيافة الحضارية، وكنيسة الخضر تُبرز هذا الإرث بكل فخر، وتقدم للزوار تجربة تجمع بين التعرف على التاريخ العريق والاستمتاع بالأجواء الروحانية والثقافية، ما يجعلها وجهة لا يمكن تفويتها لكل من يهتم بالتراث والتعايش الثقافي.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار