الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » قلعة نخل في سيناء.. محطة رئيسية للحجاج القادمين من مصر وشمال إفريقيا

قلعة نخل في سيناء.. محطة رئيسية للحجاج القادمين من مصر وشمال إفريقيا

تمثل قلعة نخل في وسط شبه جزيرة سيناء شاهدًا بارزًا على تاريخ المنطقة، إذ بُنيت بأمر من السلطان المملوكي قانصوه الغوري في القرن السادس عشر الميلادي لتكون مركزًا استراتيجيًا على طريق الحج والعمرة.

وقد اكتسبت القلعة أهمية استثنائية بفضل موقعها الجغرافي الذي جعلها محطة رئيسية للحجاج القادمين من مصر وشمال إفريقيا في طريقهم إلى الأراضي المقدسة، كما شكلت في ذلك الوقت مقرًا إداريًا لإدارة شؤون سيناء وتنظيم حركة القوافل التي تمر عبرها.

أثبتت القلعة مكانتها عبر القرون باعتبارها عاصمة شبه جزيرة سيناء التاريخية، حيث كانت مركزًا لإصدار القرارات المرتبطة بالمنطقة ومقرًا لحماية الحجاج والتجار الذين يعبرون الطرق الصحراوية الوعرة، وقد استمرت أهميتها لسنوات طويلة، خاصة خلال العهد العثماني الذي شهد عمليات ترميم وتجديد واسعة للقلعة، ما ساهم في استمرار دورها المحوري في الحياة الاقتصادية والإدارية والاجتماعية في سيناء.

قلعة نخل في سيناء | Archiqoo

تميزت القلعة بطرازها المعماري المملوكي الممزوج بتأثيرات عثمانية لاحقة، إذ بُنيت بأسوار متينة وأبراج دفاعية تعكس طبيعة دورها العسكري والأمني في حماية القوافل، كما شملت منشآت داخلية استخدمت كمخازن ومساكن ومرافق خدمية لضمان تلبية احتياجات العابرين، ومع مرور الزمن أصبحت القلعة رمزًا لهوية المنطقة التاريخية ومركزًا يعكس طبيعة الدور المصري في حماية طرق الحج وتأمينها.

شهدت القلعة تراجعًا في أهميتها بعد انتقال طريق الحج من البر إلى البحر عبر ميناء السويس في عصور لاحقة، حيث فقدت تدريجيًا مكانتها كعاصمة إدارية ومحطة رئيسية للقوافل، ومع ذلك بقيت تحتفظ بقيمتها التاريخية بوصفها إرثًا معماريًا وثقافيًا يجسد حقبة مهمة من تاريخ سيناء، وقد ساعدت الجهود الحديثة على إعادة إحياء الاهتمام بها وتسليط الضوء على أهميتها عبر الدراسات والبعثات الأثرية.

أدرجت قلعة نخل في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت الاسم الرسمي “قلعة النخل، محطة على طريق الحج إلى مكة المكرمة”، وهو ما يعكس الاعتراف الدولي بمكانتها التاريخية وبدورها الثقافي والروحي.

وتسعى وزارة السياحة والآثار المصرية بالتعاون مع مؤسسات متخصصة إلى إعداد خطط تطوير وترميم تهدف إلى تحويلها إلى مزار سياحي بارز يعرض تاريخها ويعزز مكانة محافظة شمال سيناء على خريطة السياحة العالمية، كما يجري العمل على توفير مرافق خدمية ومراكز عرض متحفية داخل محيط القلعة لتسهيل وصول الزوار إليها وربطهم بذاكرة المكان.

تمثل القلعة اليوم أحد المعالم البارزة التي تسعى مصر لإبرازها ضمن ملفات التراث العالمي، حيث يجري العمل على إدراجها بشكل دائم في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهو ما سيتيح لها فرصًا أكبر للحماية والصيانة ويعزز من أهميتها في الترويج للسياحة الثقافية والدينية، كما يعيد إحياء الدور التاريخي لسيناء باعتبارها ممرًا مقدسًا للحجاج ومركزًا حضاريًا عبر العصور.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار