تقع قلعة الميراني التاريخية شامخة فوق صخرة عالية، تطل على ميناء مدينة مسقط القديمة من جهة الغرب، وتُعد معلماً دفاعياً رئيسياً في سلطنة عمان،وقد شُيدت القلعة على يد البرتغاليين في عام 1588م، لتكون جزءاً من تحصيناتهم الساحلية في المنطقة.
شكلت القلعة، التي كانت تُعرف أيضاً باسم قلعة كابيتان، المقر الرئيسي والحصن الأهم للحامية البرتغالية طوال فترة وجودهم في عُمان، التي استمرت لحوالي ستة عقود،وقد كانت تعتبر دائماً من أهم التحصينات، حيث أقام فيها الحاكم البرتغالي مارتينو افونسودي ميلاو عندما تشتد حرارة الجو في عام 1623م.
بنى البرتغاليون عند قاعدة صخرة الميراني حوضاً للسفن ومعقلاً دفاعياً على مستوى البحر في عام 1610م،وقد زودوا هذا المعقل ببطارية مدافع منخفضة، وذلك لمنع أي هجوم قد يقع من المراكب التي تبحر قرب الشاطئ تحت مستوى مدى المدافع الموجودة في القلعة العالية.
تُظهر الكتابة المحفورة باللغة البرتغالية على السور الجنوبي الشرقي للساحة الخلفية السفلية ناحية الميناء، أهمية القلعة كمركز قيادي برتغالي،ويُعتقد أن هذا النقش قد تم تغييره بعد عام 1640م، وهو العام الذي استقلت فيه البرتغال عن إسبانيا.
![]()
يُشير الرسم المعاصر الذي وضعه الفنان دي ريسنده إلى أن مخطط التحصينات كان مماثلاً لتصميم الحصن الحالي، ولكنه لم يُظهر بعض المعالم مثل الأبراج العالية،ويُظهر الرسم بدلاً من ذلك استحكامات حصينة، تؤكد على طبيعة القلعة الدفاعية.
أعاد الإمام أحمد بن سعيد اليعربي بناء برج في القلعة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ومن المحتمل أن الأبراج الأخرى التي نراها اليوم كانت نتيجة تعديلات أجريت في فترات لاحقة،ويُدلل ذلك على استمرار استخدام القلعة وتطويرها من قبل حكام عُمان بعد تحرير مسقط.
يُظهر الرسم البرتغالي أن مقر القائد كان يتكون من طابقين ويضم برجاً مطلياً بالجير أو الجص، كما كانت توجد كنيسة صغيرة ودائرية الشكل ذات قبة صغيرة ملاصقة للسور الشرقي،وقد كان السور الطويل والمعقل الضيق على الحافة الصخرية الغربية جزءاً من الإنشاء الأصلي، وتم تمييز شكلهما رغم أنهما مقطوعان.
كان المعقل الشمالي يضم درجاً يؤدي إلى منصة المدافع، التي تظهر وكأنها معقل شبه دائري يقع على مستوى سطح البحر،وقد تم ترميم وتطوير أسوار مدينة مسقط وبناء مقر جديد للجمارك وتشييد أبراج في ممرات كلبوه وريام وسداب خلال الفترة التي أقام فيها الحاكم البرتغالي في القلعة.
تستخدم قلعة الميراني اليوم كثكنة عسكرية، حيث ترابط فيها حامية من قوات السلطان المسلحة، مما يؤكد على استمرار وظيفتها الدفاعية والاستراتيجية، وتضم القلعة الكثير من المدافع القديمة التي تروي قصص حقبة الصراع والتحرير في تاريخ عُمان.
المصدر: ويكيبيديا