قلعة الملك عبد العزيز تمثل معلمًا تراثيًا مهمًا في منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية، إذ بنيت في عهد الملك عبد العزيز في ثلاثينيات القرن العشرين. تضم القلعة موقعين بارزين في محافظتي ضباء وحقل، وهما شاهدان على تاريخ المنطقة وإنجازات الدولة الحديثة.
قلعة الملك عبد العزيز في ضباء بنيت عام 1352 هـ/1933 م، استخدمت مقرًا للحكم المحلي في المنطقة. شُيدت القلعة من الحجر الجيري المستخرج من الشعب المرجانية، وتحوي فناءً واسعًا مستطيلاً تحيط به غرف متعددة وأربعة أبراج في زواياها. يتوفر للقلعة مدخلان، مدخل رئيسي من الشرق وآخر من الغرب، ما يسهل الحركة داخلها.
أما قلعة الملك عبد العزيز في حقل فتم بناؤها بين عامي 1357 و 1359 هـ، وتبلغ مساحتها حوالي 900 متر مربع. تحيط بها أسوار مرتفعة يصل ارتفاعها إلى 5.20 متر، وتقع على أربعة أبراج في أركانها، لتؤدي دورًا عسكريًا هامًا في حماية المنطقة وتأمينها، كما كانت مركزًا لإدارة شؤون المواطنين.
تجسد القلعتان فن العمارة السعودية التقليدية بمنطقة تبوك، وتُعتبران من أبرز الشواهد على التراث العمراني المحلي. لعبتا دورًا مهمًا في توثيق مراحل تاريخية مختلفة في عهد الملك عبد العزيز، ما يجعل منهما رمزين وطنيين يعكسان الإنجازات السياسية والعسكرية في المملكة.
تحظى القلعتان برعاية الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتستخدمان اليوم كمواقع سياحية متاحة للزوار. تحويان متاحف تعرض تاريخ المنطقة، معروضات تراثية تعكس الحضارة المحلية وتوضح طبيعة الحياة في تلك الحقبة، مما يجذب الباحثين والهواة للتعرف على تاريخ المنطقة.
قلعة الملك عبد العزيز تمثل جزءًا من مشروع طريق الحج المصري المدرج في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، مما يبرز أهميتها العالمية إلى جانب قيمتها الوطنية. هذا التراث العمراني يعزز من مكانة تبوك كمنطقة غنية بالآثار والتاريخ الإسلامي والوطني.
المصدر: ويكيبيديا
