تُعدّ قلعة الحصن، التي تُعرف أيضًا باسم حصن الأكراد، واحدة من أهم القلاع الصليبية في العالم، حيث تقع في محافظة حمص بسوريا، وتتميز بحالتها المعمارية المحفوظة جيدًا، مما يجعلها كنزًا تاريخيًا فريدًا، وشاهدًا على العصور الوسطى، فهي ليست مجرد قلعة، بل هي قطعة فنية معمارية، تُعبّر عن عظمة المهندسين، والفرسان، الذين بنوها.
بُنيت القلعة على يد فرسان الإسبتارية في الفترة بين عامي 1140 و1170 للميلاد، وذلك على أنقاض حامية عسكرية للأكراد، مما يمنحها أهمية تاريخية، ورمزية، فكل حجر في القلعة يروي قصة عن الكفاح، والصراع، والإرادة، وتُظهر القلعة براعة المهندسين في استخدام الحجارة، وبناء منشآت قوية، ومتينة، قادرة على الصمود أمام عوامل الزمن، والحروب، والظروف البيئية.
تُشكل القلعة جزءًا من موقع قلعة الفرسان (الحصن) وقلعة صلاح الدين، الذي يُعدّ موقعًا أثريًا متكاملًا، يُظهر تطور فنون العمارة العسكرية في العصور الوسطى، فالموقعان معًا، يُرويان قصة واحدة، ويُعزّزان مكانة سوريا كدولة غنية بالتراث، والتاريخ، ويُبرزان دورها في الحضارة الإنسانية.
تتميز القلعة بتصميمها المعماري المعقد، الذي يضمّ جدرانًا مزدوجة، وأبراجًا، وخنادق، وسراديب، وأنفاقًا، ومساكن للفرسان، ومستودعات للأسلحة، والمؤن، وهذا التصميم يضمن للقلعة الحماية، والدفاع، في حالة الحصار، أو الهجوم، كما يُظهر أن القلعة كانت تُعتبر مركزًا عسكريًا، وسياسيًا، وثقافيًا، مهمًا، في تلك الفترة.
في عام 2006، تمّ تسجيل قلعة الحصن في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الاستثنائية للموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى للأجيال القادمة، وهذا يُعزّز مكانة سوريا كدولة غنية بالتراث، والتاريخ، ويُبرز دورها في الحضارة الإنسانية.
إنّ الحفاظ على هذه القلعة يُعدّ مهمّة وطنية، وإنسانية، فصيانتها، وتطويرها، يُمكن أن يُسهم في تعزيز الوعي الثقافي، لدى الأجيال القادمة، ويُقدّم لهم فرصة للتعرف على تاريخ بلادهم، وتقدير قيمته، ودوره في تشكيل الهوية السورية، فهي ليست مجرد قلعة، بل هي جزء من الذاكرة، والتاريخ، والهوية.
المصدر: سكاي نيوز