يعد قصر نايف أحد أبرز المعالم التراثية في الكويت، ويتميز بأسواره العالية وأبوابه الخشبية وساحاته الكبيرة، وتزين أقواسه المكان ليحكي تاريخًا يزيد عن قرن من الزمان، ويجسد القصر التراث الإسلامي في تصميمه ومعماره، ليصبح شاهدًا حيًا على أصالة المدينة.
شيد القصر على صيهد نايف في قلب العاصمة الكويتية بين عامي 1919 و1920 في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح، واحتوى على 219 غرفة متفاوتة المساحات، وفناء واسع للتجمعات، ومسجد بجانب بئر، ورواق طويل على شكل أقواس وأعمدة تعكس الطراز الإسلامي التقليدي.
وحافظ القصر على شكله المعماري القديم رغم مراحل الترميم والتطوير باستخدام الطين والخشب ثم الإسمنت والطابوق بداية من خمسينيات القرن الماضي.

ضم القصر عبر الزمن إدارات حكومية متعددة، شملت الأمن العام ومحافظة العاصمة، بالإضافة إلى قسم لمعالجة أوضاع غير محددي الجنسية، ويعتبر قصر نايف اليوم مركزًا للفعاليات الثقافية والاجتماعية، بما في ذلك إطلاق مدفع رمضان في ساحته، حيث يجتمع الكبار والصغار للاحتفال بالعادات الأصيلة وسط أجواء التراث المحلي.
حافظ القصر على عناصر التراث الشعبي عبر الدكاكين التقليدية التي تضم الحلاقين والمعادن الخفيفة والقوارب الصغيرة والأقمشة والحلوى، وهو ما يعكس الحياة اليومية للكويت القديمة ويجعل القصر مكانًا يجمع بين التاريخ والواقع الاجتماعي، كما يعكس المواد المستخدمة في بنائه كالطين البحري وخشب المانجروف المحلي (الجندل) مهارة البنائين في تلك الفترة.
نال القصر اعترافًا دوليًا بإدراجه على قائمة التراث في العالم الإسلامي التابعة لإيسيسكو، تقديرًا لأصالته وتصميمه المعماري الإسلامي، ويشكل نموذجًا للقصر التقليدي الذي جمع بين الوظائف الإدارية والأمنية والاجتماعية، ويستمر في أداء دوره الحضاري والثقافي عبر استضافة الفعاليات التراثية والاحتفالات، ما يجعله رمزًا للهوية الكويتية والتاريخ الإسلامي في المنطقة.
المصدر: الجزيرة نت