الخميس 1447/04/03هـ (25-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » الآثار » قصر عمرة.. حكاية الفن الأموي في قلب الصحراء الأردنية

قصر عمرة.. حكاية الفن الأموي في قلب الصحراء الأردنية

في عمق الصحراء الأردنية، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر، يتربع قصر عمرة، تحفة معمارية صامدة تروي قصص حقبة ذهبية من التاريخ الإسلامي، فهو ليس مجرد بناء حجري، بل شاهد على إرث حضاري عظيم يعود إلى القرن الثامن الميلادي. يقع القصر في منطقة الأزرق بمحافظة الزرقاء، ويشكل نقطة جذب فريدة لعشاق التاريخ والفن.

يعود بناء القصر إلى فترة حكم الوليد بن يزيد، أحد أبرز خلفاء الدولة الأموية، حيث شُيّد بين عامي 723 و 743 ميلادي، ليُعد بذلك رمزاً للعمارة الإسلامية في تلك الفترة، وقد نجح المعماريون في خلق واحة فنية تزينها النقوش والرسومات التي تعكس براعة وإبداع الفنانين الأمويين.

يتميز قصير عمرة بتصميمه الفريد الذي يجمع بين البساطة والأناقة، وقد كان يُستخدم كاستراحة صيد أو حمام، وهو ما يتجلى في الأجزاء الداخلية التي تضم قاعة استقبال وحمامات مزخرفة، كل زاوية فيه تحكي عن حياة الخلفاء الأمويين وحبهم للترف والفنون.

افضل انشطة في قصر عمرة الاردن | سفاري

إن ما يميز هذا القصر حقاً هي رسوماته الجدارية المذهلة التي تغطي الجدران والقباب، فبالرغم من مرور مئات السنين عليها، لا تزال هذه الرسومات تحتفظ بجمالها وألوانها، وتجسد مشاهد من الحياة اليومية، والصيد، بالإضافة إلى الكائنات الأسطورية والرموز الفلكية، مما يجعله متحفاً فنياً نادراً في الهواء الطلق.

وبفضل أهميته التاريخية والفنية، حظي قصر عمرة باهتمام عالمي واسع، لدرجة أن منظمة اليونسكو أدرجته في قائمتها لمواقع التراث العالمي في عام 1985، ليصبح بذلك جزءاً من التراث الإنساني المشترك، وهذا الاعتراف يؤكد على قيمته الاستثنائية ودوره في فهم تطور الفن والعمارة في الحضارة الإسلامية، ويضعه على خارطة السياحة العالمية كوجهة أساسية لكل من يبحث عن التاريخ والفن الأصيل.

يُعد قصر عمرة اليوم شاهداً حياً على عظمة الدولة الأموية، ويقدم لزواره فرصة استثنائية للغوص في أعماق التاريخ الإسلامي، إنه دعوة مفتوحة لاكتشاف كنز معماري وفني فريد من نوعه، في قلب الصحراء الأردنية الساحرة، هل فكرت يوماً في زيارته؟

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار