الأحد 1447/02/23هـ (17-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الإمارات العربية المتحدة » مرئي » المعالم التاريخية » فن العازي يعكس عمق الانتماء والوحدة في الثقافة الإماراتية

فن العازي يعكس عمق الانتماء والوحدة في الثقافة الإماراتية

أدرجت منظمة اليونسكو فن العازي الإماراتي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، باعتباره أحد الرموز الحية التي تعكس روح المجتمع المحلي، وتكرّس قيم الفخر والولاء والتكاتف.

ويُعد فن العازي من أقدم فنون الأداء الجماعي في دولة الإمارات، ويعتمد على إلقاء الأشعار الحماسية بنبرة عالية تثير الحمية وتستنهض المشاعر الوطنية، ويرتبط ظهوره بالمناسبات الوطنية والمجتمعية التي تجمع أفراد القبائل والمواطنين تحت راية واحدة.

العازي.. صيحات الفخر و«جواب» الصف الواحد

ويؤدى هذا الفن بصوت جهوري من قبل الشاعر، الذي يُعرف بـ”العازي”، حيث يُلقي القصائد ذات الطابع الفخري أو المدحي أو الحماسي، بينما يردّد الحاضرون خلفه الأبيات بصيحات قوية وجماعية ترفع من حرارة الموقف وتعكس مشاعر التقدير والانتماء.

ويمثل العازي مشهداً ثقافياً حياً ينقل التراث الشفهي من جيل إلى آخر، ويساهم في المحافظة على الهوية الثقافية للمجتمع الإماراتي، حيث تتوارثه العائلات والقبائل ضمن المناسبات، ويحرص الجيل الأكبر على تعليمه للصغار، مما يحفظ الموروث الثقافي من النسيان أو التهميش.

وقد عملت الجهات المعنية داخل الدولة على توثيقه وتدريسه، كما قامت بتقديم ملفات متكاملة إلى اليونسكو، ليكون العازي ثامن عنصر إماراتي يُعترف به دولياً ضمن قائمة التراث العالمي، بعد فنون أخرى مثل الصقارة والعيالة والتغرودة والمجالس والقهوة العربية والرزفة والسدو، وهو ما يعكس الرؤية الثقافية العميقة لدولة الإمارات في الحفاظ على عناصرها التراثية الأصيلة.

ويُظهر حضور فن العازي في الاحتفالات الرسمية والاجتماعية قدرة هذا الفن على تجسيد قيم الكرامة والاعتزاز الوطني، حيث تُلقى القصائد التي تمجد الوطن وتاريخ القبائل وإنجازات القادة، ويُعد ظهوره علامة على الاحترام والتقدير للضيوف أو للمناسبة ذاتها.

اليونسكو تعتمد "فن العازي" ضمن قائمة التراث الثقافي

ولا يقتصر دوره على الإلقاء بل يشمل أيضاً رمزية الموقف الجماعي الذي يوحد الصوت والمضمون في لحظة من لحظات التلاحم الوطني، ويكتسب العازي بذلك مكانة تتجاوز كونه فناً أدائياً ليغدو تعبيراً عن وجدان جماعي يستدعي القيم المشتركة ويُحيي الذاكرة الشعبية.

وتواصل الإمارات دعمها لفن العازي عبر برامج التوثيق والمهرجانات المحلية والدولية، إلى جانب تعزيز حضوره في المناهج التعليمية والأنشطة المدرسية، ما يسهم في ترسيخه لدى الأجيال الجديدة، كما يُشجع تسجيله ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي على تقديم مزيد من ملفات العناصر الأخرى التي تعكس تنوع المجتمع الإماراتي، وتسهم في تعزيز موقعه على خارطة الثقافة العالمية، وتُظهر التزام الدولة بحماية تراثها بكل تنوعاته وأشكاله، في ظل التحولات الثقافية العالمية المتسارعة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار