الأحد 1447/03/01هـ (24-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » فلسطين » مرئي » المعالم التاريخية » شبكة مدرجات بتير الزراعية في فلسطين تجسد علاقة الإنسان بالأرض

شبكة مدرجات بتير الزراعية في فلسطين تجسد علاقة الإنسان بالأرض

تُجسّد قرية بتير الفلسطينية صورة متكاملة عن التفاعل المستمر بين الإنسان والطبيعة من خلال نمط زراعي تقليدي حافظت عليه الأجيال المتعاقبة ، وتقع بتير إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس وتشتهر بكونها بلد الزيتون والكرمة ، كما أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 2014 بوصفها منظرًا ثقافيًا فريدًا.

تتميّز بتير بنظام مدرجات زراعية متسلسل يغطي التلال المحيطة بها ، ويُستخدم هذا النظام لزراعة الزيتون والعنب والبقوليات ، حيث يفصل بين المدرجات جدران حجرية تدعم التربة وتحافظ على رطوبتها ، ويعتمد أهالي القرية على شبكة ري تقليدية تنقل المياه من الينابيع الجوفية إلى الأراضي الزراعية بالتساوي عبر قنوات حجرية دقيقة التصميم.

يعكس هذا النظام الزراعي التوازن البيئي الذي حافظ عليه سكان القرية لعقود طويلة ، إذ يرتبط العمل الزراعي بعناصر اجتماعية وثقافية راسخة في المجتمع المحلي ، ويُعد استمرار هذا النظام شاهدًا على الانسجام التاريخي بين البشر والبيئة في المنطقة.

واجهت القرية خلال السنوات الماضية تهديدات متصاعدة جراء خطط بناء الجدار الفاصل الإسرائيلي ، وهو ما أثار تحذيرات من احتمالية عزل المزارعين عن أراضيهم وفقدان القدرة على الاستمرار في الممارسات الزراعية القديمة ، ما دفع منظمات دولية ومحلية إلى المطالبة بحماية الموقع وضمان حق السكان في الوصول إلى أرضهم.

تُعتبر بتير جزءًا من شبكة مواقع تراثية فلسطينية أخرى مدرجة على قوائم دولية ، مثل كنيسة المهد في بيت لحم ومدينة الخليل القديمة وتل السلطان في أريحا ، وهي جميعها تمثل شواهد تاريخية على التنوع الثقافي والامتداد الحضاري في فلسطين.

يُسهم إدراج بتير ضمن قائمة التراث العالمي في تعزيز الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على الأنظمة الزراعية التقليدية والمشهد الثقافي الذي تمثّله ، كما يُشجع على السياحة البيئية والبحث العلمي في مجالات التاريخ والأنثروبولوجيا والهندسة الزراعية.

تستمر بتير في تقديم نموذج عملي لقرية تحتفظ بخصوصيتها الثقافية وتؤكد على أهمية العلاقة الجذرية بين الأرض والإنسان ، في ظل محاولات التغيير القسري والضغوط السياسية التي تهدد بطمس هذا التراث الحي.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار