اعتمدت منظمة اليونسكو رسميًا الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي ضمن قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، حيث أكدت وكالة الأنباء السعودية أن هذا الإدراج يعكس مكانة الورد في حياة سكان مدينة الطائف، ويبرز ارتباطه العميق بالمجتمع والاقتصاد والهوية الثقافية، ويمثل اعترافًا دوليًا بدوره في تشكيل المشهد الاجتماعي والرمزي لمنطقة عرفت تاريخيًا بزراعة هذا النوع من الزهور.
ينطلق موسم الورد كل عام في مشهد يشارك فيه المزارعون والعائلات، حيث تبدأ عملية الزراعة التي توارثتها الأجيال، وتستمر لقرون دون انقطاع، ويتم خلالها تجهيز الأراضي وتحديد توقيت الغرس، ويمثل ذلك جزءًا من المعرفة التقليدية التي يحرص السكان على حفظها، ثم تأتي مرحلة الحصاد في موسم قصير ومكثف يشهد توافد العاملين من مختلف القرى، وتتحول المزارع إلى ساحات عمل جماعي تسودها روح التعاون، وتُبادل فيها الخبرات والقصص بين كبار السن والشباب.
تُقطر كميات كبيرة من الورد في المعامل المحلية، ويتم إنتاج زيت الورد وماء الورد بنسب دقيقة عبر تقنيات يدوية وتقليدية، ويستغرق الأمر ساعات طويلة لاستخلاص كميات محدودة من الزيت، ويُعد المنتج النهائي مادة أساسية في صناعة العطور الفاخرة ومستحضرات التجميل، كما يدخل في صناعة الحلويات والمشروبات وبعض الاستخدامات الطبية، ويُستخدم ماء الورد لتعطير المجالس وتقديم الضيافة في المناسبات الرسمية والشعبية، ما يعكس دوره في تفاصيل الحياة اليومية.
يشكل مهرجان الورد الطائفي مناسبة سنوية مهمة، إذ يلتقي فيها المزارعون والفنانون والحرفيون والسياح في فعالية كبرى تعرض خلالها منتجات الورد، وتُقام عروض تراثية وفعاليات ثقافية، ويساهم هذا الحدث في تنشيط السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي، ويمثل أيضًا منصة تعليمية لتوعية الأجيال الجديدة بأهمية هذا المكون التراثي.
المصدر: اليونسكو