اكتشف علماء الآثار موقع رأس الجنز التاريخي في محافظة جنوب الشرقية، سلطنة عمان، وحددوا أهميته كميناء يعود للعصر البرونزي، ويقدم الموقع أدلة على وجود مستوطنات بشرية منذ الألف الثالث والثاني قبل الميلاد.
وتشير الاكتشافات إلى ارتباط المنطقة بحضارات قديمة مثل حضارة وادي السند، ويعكس الموقع التطور التجاري والثقافي للمنطقة عبر العصور، كما يساهم في فهم أنماط الاستيطان البحري والتبادل الحضاري مع مناطق بعيدة، ويعد رأس الجنز جزءًا من القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو لتعزيز أهميته العالمية.
يقع رأس الجنز على الساحل الشرقي لعُمان ويتميز بموقعه الطبيعي الذي يجمع بين التضاريس الساحلية والمسطحات الرملية التي ساعدت على حماية المستوطنات القديمة.
وتشير الاكتشافات الأثرية إلى وجود مواقع راس الجنز واحد واثنين، والتي تضمنت أدوات وأواني تعكس مستوى متقدم من النشاط التجاري والبحري في العصور القديمة، كما تظهر هذه المقتنيات قدرة المجتمعات القديمة على التكيف مع البيئة الساحلية واستغلال الموارد البحرية، ويقدم الموقع دليلًا واضحًا على التفاعل بين الإنسان والطبيعة على مدى آلاف السنين.
يضم الموقع محمية رأس الجنز للسلاحف، والتي أسست عام 1996 لحماية السلاحف البحرية الخضراء المهددة بالانقراض، ويعتبر الشاطئ نقطة عالمية لمشاهدة عملية التعشيش، حيث تتجمع السلاحف بشكل موسمي لتضع البيض على الرمال.
وتوفر المحمية رحلات استرشادية للتعرف على دورة حياة السلاحف والجهود المبذولة للحفاظ عليها، كما يشمل الموقع مركز الزوار الذي يحتوي على متحف ومرافق تعليمية تعرض معلومات عن الظواهر الطبيعية والمواقع الأثرية، ويتيح للزوار تجربة تعليمية وثقافية متكاملة تجمع بين التراث البيئي والتاريخي.
تعمل سلطنة عمان على الحفاظ على رأس الجنز من خلال برامج صيانة وحماية الموقع، ويهدف المشروع إلى تعزيز السياحة البيئية مع الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي، وتشمل الجهود مراقبة السلاحف أثناء التعشيش وتنظيم زيارات تعليمية للزوار.
ويعكس الموقع نجاح الدمج بين حماية البيئة والترويج للتراث، كما يسهم في رفع الوعي بأهمية التنوع البيولوجي والثقافي، ويعتبر رأس الجنز نموذجًا عالميًا للحفاظ على المواقع الطبيعية والأثرية في آن واحد.
يمثل رأس الجنز قيمة مزدوجة تجمع بين التراث التاريخي والبيئي، ويظهر أهمية المحافظة على المواقع الساحلية كمحطات تعليمية وسياحية، كما يعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان والطبيعة عبر العصور.
ويتيح الموقع للباحثين والزوار فرصة دراسة الأنماط القديمة للاستيطان البحري والتبادل الحضاري، ويؤكد الدور الفعال لعُمان في حماية التراث العالمي والمحلي في آن واحد، ويعزز مكانة السلطنة في القوائم العالمية للتراث الطبيعي والثقافي.
المصدر: ويكيبيديا