الأحد 1447/02/09هـ (03-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » حي الطريف التاريخي.. الحي الملكي للدولة السعودية الأولى

حي الطريف التاريخي.. الحي الملكي للدولة السعودية الأولى

تجسد زيارة حي الطريف التاريخي في الدرعية تجربة حضارية متكاملة تعكس مكانة هذا الموقع الذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 2010.

ويعد الحي نموذجًا للعمارة النجدية التقليدية ومركزًا سياسيًا ودينيًا شهد نشأة الدولة السعودية الأولى ، واحتضن قصور حكام الدولة ومؤسساتها الإدارية والدينية والعسكرية ، واستمر في لعب دوره المحوري حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي.

مركز التراث العالمي -

تميّز الحي ببنية عمرانية أصيلة شُيّدت من مواد بيئية مثل الطين والخشب والحجر، وظهرت المباني بطوابق متعددة وتصميمات هندسية دقيقة تجمع بين الجمال والوظيفة، وتوزعت القصور والمساجد والمجالس الرسمية بشكل يعكس القوة السياسية والتنظيم الإداري الذي ساد تلك المرحلة، فيما حافظت هذه المباني على وجودها رغم مرور قرون ما يجعلها شاهدة على دقة البناء ومتانة الأسلوب المعماري المحلي.

ولعب حي الطريف دور القلب النابض في الدرعية التي كانت مقرًا لحكم الدولة السعودية الأولى منذ تأسيسها عام 1727 وحتى سقوطها عام 1818، حيث كان الحي يضم أبرز المؤسسات القيادية وعلى رأسها قصر سلوى الذي مثل المركز السياسي والإداري، كما شكّل نقطة التقاء بين العلماء والقادة مما جعله بيئة خصبة لازدهار العلوم والفقه والدعوة ، وشهد مناظرات علمية وتحركات عسكرية وانطلاق قرارات كبرى تركت أثرها في تاريخ الجزيرة العربية.

حي الطريف - ويكيبيديا

واستمر الحي منذ ذلك الوقت كرمز وطني تمثّل فيه الدولة السعودية جذورها التاريخية ، وشهد في العقود الأخيرة مشروعات ترميم واسعة ضمن مشروع الدرعية التاريخية الذي يهدف إلى إعادة إحياء الحي وتحويله إلى وجهة ثقافية وسياحية، حيث خُصصت مسارات للزوار ومراكز تفسيرية ومعارض تفاعلية توضح ملامح الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية خلال نشأة الدولة.

ويشكّل الحي اليوم عنصرًا رئيسيًا في الرؤية الوطنية التي تسعى لتعزيز الهوية السعودية وتقديم نماذج تاريخية تمثل العمق الثقافي للمملكة، كما أصبح مقصدًا للزوار من داخل وخارج المملكة ممن يبحثون عن تجربة حضارية تعكس الجذور الأولى للدولة السعودية، وترصد تطوراتها من مرحلة النشوء إلى الاستقرار والتوسع.

المصدر: ksaforunesco

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار