الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سوريا » مرئي » المعالم التاريخية » حماة السورية.. حيث تدور النواعير وتغني في قلب التاريخ على ضفاف نهر العاصي

حماة السورية.. حيث تدور النواعير وتغني في قلب التاريخ على ضفاف نهر العاصي

تقع مدينة حماة التاريخية على ضفاف نهر العاصي في وسط سوريا، وتُعدّ واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى العصر النحاسي في الألفية الرابعة قبل الميلاد، وقد ورد ذكرها في النصوص القديمة باسم “حمَثَ”، مما يُؤكد على عمق تاريخها، وأهميتها الحضارية، فهي ليست مجرد مدينة، بل هي كتاب مفتوح، يروي حكاية حضارة عريقة، سكنت المنطقة منذ آلاف السنين.

تتميز مدينة حماة بنواعيرها الشهيرة، التي تُعتبر رمزًا للمدينة، وشاهدًا على براعة أهلها في إدارة المياه، وتطويع الطبيعة، لخدمة الإنسان، وتعود هذه النواعير إلى العصر الأيوبي في القرنين الثاني عشر، والثالث عشر الميلادي، وهي عبارة عن عجلات خشبية ضخمة، تُستخدم لرفع المياه من نهر العاصي، وتوزيعها على الأراضي الزراعية، والمنازل، في نظام ري متكامل، كان يُسهم في توفير المياه، ونمو المحاصيل، وخصوبة الأرض.

استكشاف جمال السياحة في مدينة حماة في سوريا: التاريخ، المعالم، والثقافة

تُصدر النواعير أصواتًا مميزة، تُعرف بـ”أغنية الناعورة”، التي تُضفي على المكان طابعًا شعريًا، وفريدًا من نوعه، فصوتها يُشبه لحنًا قديمًا، يُغنّي للتاريخ، والطبيعة، والإنسان، وهذا يجعل من زيارة حماة تجربة لا تُنسى، وتُشبع الروح بالجمال، والهدوء، والاسترخاء، وتُعطي نظرةً ثاقبةً على الحياة اليومية لسكان المدينة في تلك الحقبة.

بفضل أهميتها التاريخية، والفنية، أُضيفت نواعير حماة إلى القائمة المؤقتة لليونسكو في عام 1999، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الاستثنائية للموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى للأجيال القادمة، وهذا يُعزّز مكانة سوريا كدولة غنية بالتراث، والتاريخ، ويُبرز دورها في الحضارة الإنسانية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار