يُعد حصن خصب معقلاً تاريخياً مهماً، يقع في التجويف الداخلي لخليج خصب، ويُشرف على الجانب الشرقي من ولاية خصب في محافظة مسندم بسلطنة عُمان،ويُشير تاريخه إلى حقبة صراع مريرة، حيث بُني في الأساس في القرن السابع عشر الميلادي على بقايا قلعة موغلة في القدم.
شُيد هذا الحصن في البداية بواسطة الغزاة البرتغاليين، الذين كانوا يطمحون إلى بسط سيطرتهم وهيمنتهم على التجارة البحرية الإقليمية، مما جعله نقطة ارتكاز لقواتهم،وقد عُزز بناؤه من قبلهم، ليكون حصناً منيعاً على الشريط الساحلي.
يتميز الحصن بوجود برج مركزي ضخم داخل أسواره المنخفضة، والمزودة بشرفات مهيأة لإطلاق النار، ويُعتقد أن بناء هذا البرج قد سبق بناء الحصن نفسه،ويُظهر هذا التكوين المعماري أهميته الدفاعية التي تطورت عبر العصور.
تمكن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي من طرد البرتغاليين من المدينة، وذلك بعد أن عمل على توحيد البلاد خلال فترة إمامته الممتدة من 1624م إلى 1649م،وقد قام بعده الإمام سلطان بن سيف اليعربي بترميم الحصن، ليعود إلى السيطرة العُمانية وتطويره.

أولى سلاطين أسرة البوسعيد اهتماماً متزايداً بالحصن في الفترات اللاحقة، واستخدموه كبرج للمراقبة، وكمنزل خاص لعائلة الوالي، مما غير وظيفته من قلعة عسكرية إلى مقر إداري وسكني،ويعود تاريخ الحصن بشكله الحالي إلى ما يقارب 250 عاماً، وقد تم ترميمه بشكل أساسي في عام 1990م.
تُستقبل الزائرين عند البوابة الرئيسية ثلاثة مدافع صغيرة موجهة نحو البحر، في دلالة واضحة على دوره الدفاعي القديم،كما صُنعت أبواب الحصن من خشب الساج الأصلي المتين، بينما زُينت الجدران الداخلية بالسيوف والبنادق القديمة، مما يدفع الزائر إلى تأمل حضارة المنطقة العريقة.
افتتحت وزارة السياحة مشروع تطوير الحصن في الربع الأول من عام 2007م، بهدف تأهيله وإعادة استخدامه كمركز ثقافي وتراثي،وقد شمل المشروع تأهيل مبنى الحصن بالكامل، وتأهيل الطاقة الكهربائية وتوصيلاتها، واستخدام أجهزة لطرد الرطوبة من الصاروج والأرضيات.
حُوّل البرج الأوسط الكبير بالحصن إلى متحف دائم يعرض مختلف المشغولات اليدوية والعادات والتقاليد والفنون الشعبية لمحافظة مسندم، مما يجعله نافذة على إرث المحافظة،كما تم تأهيل المرافق السكنية وتحويلها إلى معرض منزلي مؤثث بالكامل، يعرض اللباس والحلي التقليدية.
اشتمل مشروع التطوير على بناء نموذج لـ “بيت القفل” داخل فناء الحصن، وعرض أنواع القوارب التي تشتهر بها محافظة مسندم الساحلية، بالإضافة إلى بناء نموذج لـ “العريش الكمزاري المعلق” والتنور والرحى القديمة، كما أُقيم محل لبيع التحف والهدايا والمشغولات اليدوية لدعم الحرفيين المحليين.
المصدر: ويكيبيديا