تحتل جزيرة بوبيان ومحمية مبارك الكبير البحرية موقعاً بارزاً في المشهد البيئي للكويت، حيث تمثلان معاً نظاماً بيئياً متكاملاً يجمع بين التنوع البري والبحري، وتحتضنان ثروة طبيعية ذات قيمة بيولوجية عالية، وقد حظيت هذه المنطقة باهتمام محلي ودولي لما تحتويه من موارد طبيعية نادرة، إذ تشكل موطناً آمناً للكائنات الحية التي تعيش في بيئة متوازنة، وتعد مثالاً على أهمية الحفاظ على الطبيعة في ظل التوسع العمراني والصناعي.
تعد جزيرة بوبيان أكبر جزر الكويت، كما تحتل المرتبة الثانية بين جزر الخليج العربي بعد جزيرة قشم الإيرانية، وتتميز بجغرافيتها الفريدة التي تضم شبكة من قنوات المد والجزر، إضافة إلى جداول مائية ومستنقعات ملحية ضحلة، فضلاً عن النبخات الساحلية التي تشكل عنصراً طبيعياً مهماً في حماية الشواطئ، وتعمل هذه التضاريس على توفير بيئة غنية بالغذاء والحماية للعديد من الكائنات البرية والبحرية.
وتعرف المنطقة بتنوعها البيولوجي، حيث تعيش فيها مجموعات كبيرة من الأسماك والكائنات البحرية التي تعتمد على مياهها الغنية بالموارد، كما تعد محطة رئيسية في مسار هجرة الطيور المائية والبرية، وتوفر لها أماكن مثالية للتغذية والتكاثر، بما في ذلك الأنواع المهددة وشبه المهددة بالانقراض، مثل بعض أنواع الطيور الجارحة والطيور الساحلية النادرة، ما يجعلها ذات أهمية خاصة للباحثين في علوم البيئة وحماية الحياة الفطرية.
تعتبر جزيرة بوبيان ومحمية مبارك الكبير البحرية منطقة حساسة بيئياً، إذ تساهم في التوازن الطبيعي للنظم البيئية البحرية بالكويت، وتدعم سلاسل الغذاء الطبيعية التي تعتمد عليها العديد من الكائنات، كما تلعب دوراً في الحفاظ على جودة المياه من خلال النظم الطبيعية التي تنقيها وتعيد تدويرها، وهو ما ينعكس على صحة النظام البيئي ككل، ويعزز من قدرته على مواجهة التغيرات المناخية.
وفي عام 2017، تم ترشيح جزيرة بوبيان ومحمية مبارك الكبير البحرية لإدراجها في القائمة الإرشادية لليونسكو، بهدف الاعتراف بأهميتها البيئية والتاريخية، ولتعزيز الجهود المبذولة لحمايتها من أي تهديدات محتملة، وتعمل الجهات المختصة على متابعة أوضاعها البيئية وتطبيق خطط للحفاظ عليها، بما يضمن استدامة مواردها الطبيعية للأجيال القادمة، ويجعل منها نموذجاً يحتذى به في إدارة المناطق الطبيعية.
المصدر: ويكيبيديا
