أدرج جبل الشيخ ضمن قائمة التراث العالمي المؤقتة ليعكس قيمته الثقافية والدينية الفريدة، ويقع على الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين، ويعد من أقدم المواقع المقدسة في المنطقة، ويصل ارتفاعه إلى 2814 مترًا، ويشتهر باسم جبل حرمون أو جبل الرئيس، ويضم مجمعًا متنوعًا من المعابد والمواقع الأثرية التي تعود للعصور القديمة، ويشكل جزءًا مهمًا من التراث الحضاري للبنان.
يستقطب الجبل الزوار لمشاهدة معالمه الأثرية والدينية، حيث تضم السفوح معابد رومانية ونقوشًا يونانية تعود إلى القرن الثاني الميلادي، كما يوجد أعلى معبد في العالم القديم يعرف اليوم بقصر عنتر، ويعكس الموقع تاريخًا طويلًا من العبادة منذ العصر البرونزي، ويشكل نقطة التقاء للديانات المختلفة مثل المسيحية والإسلام والدروز، ويعتبر مزارًا مقدسًا مرتبطًا بالكتاب المقدس وملحمة جلجامش.
تمتاز منطقة جبل الشيخ بمشهد طبيعي وثقافي متكامل، حيث ينبع من سفوحه نهر الأردن، ويحتوي على قرى ومجتمعات تحافظ على العادات والتقاليد المرتبطة بالعبادة، ويبرز المشهد اندماج الطوائف الدينية المتعددة مع البيئة الطبيعية، ويظهر في البناء الديني والنقوش أثر التبادل الثقافي والديني على مر العصور، كما تؤكد الدراسات على الاختلافات في أساليب بناء المعابد مقارنة بمواقع أخرى في المنطقة مثل حوران والجولان.
حافظت المعابد والمواقع التاريخية على أصالتها رغم الحروب والاحتلالات، وتظهر في حالة جيدة مقارنة بالمواقع المقدسة الأخرى في لبنان، ويعكس الموقع قيمة استثنائية لثقافة الحج والعبادة التقليدية، كما تستمر المجتمعات المحلية في ممارسة الطقوس الليتورجية التقليدية، وتبرز أهمية استخدام الأراضي بطريقة مستدامة من قبل الحضارات القديمة لتكاملها مع المناظر الطبيعية المحيطة.
يمكن مقارنة جبل الشيخ بالجبال المقدسة العالمية مثل جبل آثوس في اليونان، وتونجاريرو في نيوزيلندا، وماتشو بيتشو في بيرو، وجبل تايشان وجبل أومي في الصين، وجبل فوجي في اليابان، وجميعها تشترك في الأهمية الروحية والثقافية وممارسات العبادة والاحتفالات الطقسية، ويجسد جبل الشيخ نموذجًا فريدًا للجبال المقدسة في منطقة الشرق الأدنى، ويعكس استمرارية الطقوس والارتباط بالمناظر الطبيعية على مدار القرون.
يبرهن جبل الشيخ على أهمية الجمع بين القيم الثقافية والدينية والطبيعية، ويقدم شهادة استثنائية على التقاليد الثقافية وممارسات العبادة عبر العصور، ويجسد البناء الديني والعمراني المحلي استخدام الأرض التقليدي، ويشكل مثالًا حيًا على التكامل بين المجتمع المحلي والطبيعة المقدسة، ويستحق أن يصبح وجهة حج دولية وموضوعًا للدراسة العالمية.
المصدر: اليونسكو