السبت 1447/03/14هـ (06-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » المعالم التاريخية » جامع سفير في قصبة الجزائر شاهد حي على التراث العثماني

جامع سفير في قصبة الجزائر شاهد حي على التراث العثماني

يحمل جامع سفير في قلب قصبة الجزائر مكانة خاصة ضمن المعالم الإسلامية التاريخية، إذ شُيّد خلال فترة الحكم العثماني في العام 1534 م ليكون واحداً من أهم المساجد التي ارتبطت بالهوية الدينية والعمرانية للمدينة.

مسجد سفير - ويكيبيديا

ويقع المسجد داخل النسيج العمراني القديم لقصبة الجزائر الذي يحتضن مجموعة من الأبنية والأسواق والطرق الضيقة التي تعكس ملامح الحياة في العصور الماضية، ويُعد من أبرز الشواهد على العمارة الإسلامية العثمانية في شمال أفريقيا، بما يتضمنه من عناصر زخرفية وزخارف هندسية دقيقة تعكس مهارة الحرفيين في تلك الحقبة.

ويكتسب المسجد أهميته من موقعه داخل قصبة الجزائر التي تمثل بدورها واحدة من أبرز مواقع التراث العالمي المسجلة لدى اليونسكو منذ عام 1992، حيث يندرج جامع سفير ضمن مجموعة المباني التاريخية التي تشكل هوية هذا الموقع، ويسهم وجوده في تعزيز القيمة الثقافية والعمرانية للقصبة، كما يبرز دوره الديني المستمر منذ قرون في خدمة سكان المنطقة وزوارها، إذ ظل المسجد طوال تاريخه يؤدي رسالته الروحية والعلمية من خلال احتضان الصلوات والدروس وحلقات التعليم.

ويحمل الجامع في تصميمه سمات مميزة من الطراز العثماني الذي اتسم بالبساطة الممزوجة بالفخامة، حيث تمتاز قاعاته الداخلية بالرحابة وتزينها الزخارف الهندسية والخطوط العربية، فيما تعكس مئذنته أسلوب العمارة الإسلامية التقليدية التي امتازت بها مساجد الجزائر خلال تلك الفترة.

ملف:جامع سفير القصبة 3.JPG - ويكيبيديا

وقد حافظ المسجد على طابعه الأصلي رغم تعاقب القرون وما شهدته المدينة من تحولات سياسية وثقافية، وهو ما يجعله شاهداً حياً على استمرارية التراث المعماري والديني في العاصمة الجزائرية.

ويُعتبر جامع سفير جزءاً لا يتجزأ من النسيج التاريخي والاجتماعي لقصبة الجزائر، إذ ترتبط به ذاكرة الأجيال التي عاشت في أحيائها، كما يمثل نقطة جذب للزوار والباحثين في مجال التراث والعمارة الإسلامية، وقد أسهم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في رفع الوعي بأهميته ودعم الجهود الرامية إلى صونه وترميمه والحفاظ على دوره كمركز ديني وثقافي، حيث تعمل السلطات المحلية والمؤسسات المعنية بالتراث على صيانة مبناه وتوثيق تاريخه ليظل حاضراً للأجيال القادمة، وليبقى جامع سفير واحداً من الرموز البارزة التي تجسد تاريخ الجزائر وتراثها العريق.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار