الأربعاء 1447/04/02هـ (24-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » جامع الكتبية في مراكش.. منارة روحانية ومعمارية شامخة تروي حكاية تاريخ المغرب العريق

جامع الكتبية في مراكش.. منارة روحانية ومعمارية شامخة تروي حكاية تاريخ المغرب العريق

يُعدّ جامع الكتبية أكبر مساجد مدينة مراكش، وأحد أبرز معالمها التاريخية، حيث يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وتحديدًا عام 1147، عندما تمّ بناؤه لأول مرة في عهد الخليفة الموحدي عبد المؤمن، الذي أمر بإعادة بناء المسجد بالكامل في عام 1158، ليكون رمزًا لعظمة الدولة الموحدية.

شهد المسجد مراحل تاريخية مختلفة، إلا أن اكتماله ارتبط بعهد الخليفة الموحدي يعقوب المنصور، الذي تمّ في عهده الانتهاء من بناء مئذنته الشامخة في عام 1195، والتي أصبحت رمزًا للمدينة، وشاهدًا على فن العمارة الموحدية، وجمالها الفريد.

يتميز جامع الكتبية بتصميمه المعماري الرائع، الذي يمزج بين البساطة والفخامة، فالمئذنة المربعة الشكل، بارتفاعها الذي يتجاوز 77 مترًا، مزيّنة بالنقوش والزخارف المعقدة، التي تُظهر براعة الحرفيين المغاربة في تلك الفترة، وتُعدّ نموذجًا فريدًا للعمارة الإسلامية في الغرب.

مسجد الكتبية.. ليس له مثيل في العالم الإسلامي - شبكة رؤية الإخبارية

يُطلق على الجامع اسم “الكتبية” نسبة إلى سوق بائعي الكتب الذي كان موجودًا بجانبه، والذي كان يضمّ مئات الباعة، مما يبرز الأهمية الثقافية للمنطقة، ودورها كمركز للعلم والمعرفة في تلك الحقبة، فكان المسجد ليس فقط مكانًا للعبادة، بل مركزًا للتعليم، والتبادل الثقافي، والاجتماعي.

بفضل أهميته التاريخية والفنية، تمّ إدراج جامع الكتبية ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1985، كجزء من مدينة مراكش، وهذا الإدراج يؤكّد على قيمة المسجد، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى رمزًا للتراث الإنساني المشترك.

إنّ زيارة جامع الكتبية تُقدّم فرصة فريدة للسياح، والمهتمين بالآثار، لاستكشاف عظمة البناء، وجمال التصميم، والتأمل في تاريخ المدينة، فالمسجد لا يمثّل مجرد بناء حجري، بل هو كتاب مفتوح يروي قصة حضارة، وتاريخ، وإيمان.

المصدر: الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار