الأثنين 1447/03/23هـ (15-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » لبنان » مرئي » الآثار » بعلبك مدينة لبنانية تحتفظ بأكبر المعابد الرومانية وتاريخ ديني متنوع

بعلبك مدينة لبنانية تحتفظ بأكبر المعابد الرومانية وتاريخ ديني متنوع

تميّزت مدينة بعلبك اللبنانية بمكانتها التاريخية والدينية منذ آلاف السنين ، وبرزت بوصفها مركزًا للعبادة الرومانية بفضل معابدها الضخمة التي خُصصت لعبادة الشمس ، حيث سُمّيت قديمًا بـ”مدينة الشمس” تعبيرًا عن هذا الدور الذي ارتبط بالمعتقدات الوثنية في تلك الفترات.

احتضنت المدينة واحدة من أكبر وأهم المجمّعات المعمارية في العالم القديم ، فقد ضمّت معبد جوبيتر ومعبد باخوس اللذين اعتُبرا من أبرز الأمثلة على الفن المعماري الروماني ، ويعد معبد جوبيتر من أكبر المعابد الرومانية التي شُيدت على الإطلاق ، في حين يُصنّف معبد باخوس من بين أفضل المعابد حفظًا من حيث التفاصيل والزخرفة والنقوش.

تميّزت بعلبك بتنوعها الحضاري إذ جمعت بين آثار رومانية وفينيقية وإسلامية ، وتُعد هذه الطبقات الأثرية المختلفة شاهدًا على تعاقب حضارات متعددة على الموقع ذاته ، وهو ما منح المدينة بعدًا ثقافيًا فريدًا وجعلها من أبرز المعالم التراثية المدرجة على قائمة اليونسكو منذ عام 1984.

شهدت بعلبك تحولات كبيرة منذ العصور الفينيقية ، حيث كانت آنذاك مركزًا دينيًا مهمًا قبل أن تتحول إلى مدينة ذات طابع روماني واضح بعد الفتح الروماني ، ثم شهدت لاحقًا دخول الإسلام في القرن السابع لتصبح لاحقًا مركزًا إداريًا وعسكريًا هامًا خلال العهد الأموي.

ضمّت المدينة أيضًا قلعة كبيرة تقع على مرتفع وتحتوي على آثار من العصور الرومانية والإسلامية ، وتحيط بها أسوار ضخمة تعود إلى الفترات القديمة ، كما تضم ساحة مركزية ومحكمة تؤكد الطابع المؤسسي والديني الذي ساد في فترات ازدهار المدينة.

واجهت بعلبك تحديات عدة في العصر الحديث ، فقد تعرّضت للاحتلال الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى ، كما شهدت اشتباكات خلال الحرب الأهلية اللبنانية ، وتعرّضت لقصف إسرائيلي في مراحل مختلفة ضمن سياق النزاع الذي أثّر على مناطق واسعة من لبنان.

تحافظ المدينة اليوم على طابعها التاريخي رغم التحديات ، وتستمر في استقطاب الزائرين والباحثين في مجالات الآثار والتاريخ ، وتُعد من أبرز المعالم السياحية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط بفضل ما تختزنه من معابد وأسوار ومساجد وأسواق ما تزال قائمة في قلب سهل البقاع.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار