اكتشف موقع بسياء الأثري في محافظة الداخلية بسلطنة عُمان، يمتد على وادي سيقم ويعود استيطانه البشري إلى العصرين البرونزي والحديدي، ويتميز بوجود الأبراج والآبار والمدافن والنقوش الصخرية، كما يعد جزءاً من المشهد الثقافي في بسياء وسلوت المدرج على القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو.
احتفظ الموقع بأهميته التاريخية والتجارية على مر العصور، حيث كان مركزاً مهماً للتبادل التجاري مع المناطق المجاورة والدول المختلفة، وتشهد على ذلك الأختام الهندية والقطع الأثرية المتنوعة التي عُثر عليها، كما يعكس الموقع أنشطة السكان الاقتصادية والحضارية منذ آلاف السنين، ويقدم صورة واضحة عن حياة الإنسان القديم في المنطقة.
يضم الموقع مركزاً للزوار يعرض قطعاً أثرية متنوعة تشمل الأدوات الحجرية والفخارية والمصنوعات البرونزية والأختام، وتغطي هذه المعروضات فترات زمنية مختلفة، ما يوفر للزائرين فرصة التعرف على تطور المجتمعات القديمة في المنطقة، ويتيح للباحثين فرصة دراسة هذه المعروضات ضمن بيئة تعليمية وبحثية متكاملة، كما يستضيف المركز ورش عمل ومعسكرات تعليمية لتعميق الفهم التاريخي والثقافي.
تؤكد الاكتشافات الأثرية في بسياء على الدور المحوري للواحة كمركز اقتصادي واجتماعي في الماضي، حيث ساهمت في ربط المجتمعات المحلية بالمناطق المجاورة، كما تعكس نقوشها الصخرية وتنوع مدافنها أنماط حياة متعددة، ويجعلها ذلك من أهم المواقع الثقافية في الشرق الأوسط من حيث الحفظ والتوثيق، ويعكس الاهتمام الدولي بالموقع باعتباره عنصراً أساسياً ضمن المشهد الثقافي المدرج على قائمة اليونسكو الإرشادية.
يسعى القائمون على الموقع لترسيخ مكانته على المستوى العالمي، ويعملون على تطوير مركز الزوار وتحسين تجربة الزيارة، مع توفير برامج تعليمية وبحثية تستهدف الطلاب والباحثين والمهتمين بالتراث، ويأملون إدراج بسياء وسلوت ضمن قائمة التراث العالمي، ما يعزز الوعي بقيمة المواقع التاريخية في سلطنة عُمان ويؤكد أهميتها في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
يعكس موقع بسياء الأثري تلاحم التاريخ والطبيعة والحضارة، ويستمر في جذب الزوار والباحثين من مختلف أنحاء العالم، ويقدم تجربة فريدة لفهم الحياة القديمة في واحة بهلاء، ويعد نموذجاً متكاملاً للحفاظ على التراث الثقافي وإبرازه بشكل يعكس ثراء الماضي وروعة الإرث التاريخي في سلطنة عُمان.