الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » تونس » مرئي » المعالم التاريخية » باب الجديد.. بوابة تاريخية تروي إرث الحفصيين في تونس القديمة

باب الجديد.. بوابة تاريخية تروي إرث الحفصيين في تونس القديمة

 

يزهو باب الجديد منذ إنشائه عام 1278 في عهد السلطان الحفصي أبو زكريا يحيى كواحد من أبرز الأبواب التي حافظت على مكانتها داخل أسوار مدينة تونس القديمة، فقد شُيد ليكون رمزاً للحكم الحفصي ومعلماً معمارياً يعكس روعة العمارة الإسلامية في القرن الثالث عشر، وما زال حتى اليوم يحتفظ بجاذبيته التاريخية وقيمته الرمزية.

أدرج الباب ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1979 باعتباره جزءاً من النسيج العمراني لمدينة تونس القديمة، وهو ما منح المكان بعداً دولياً يبرز أهميته الثقافية، حيث أصبح مزاراً يقصده الزوار من مختلف الدول للتعرف على عظمة الحفصيين وإسهامهم في تطور المدينة سياسياً وحضارياً.

يتميز باب الجديد بتصميم معماري متقن يبرز الطابع الحفصي، إذ يحتوي على أقواس مزخرفة ونقوش دقيقة تظهر براعة الحرفيين الذين عملوا على بنائه، كما يعكس في تفاصيله التداخل بين الطابع الإسلامي والتأثيرات المحلية، وهو ما جعله نموذجاً معمارياً فريداً يحاكي هوية الفترة التي أنشئ فيها.

لعب الباب دوراً محورياً في الحياة اليومية للمدينة، فقد شكّل مدخلاً رئيسياً للتنقل والتجارة بين الأحياء والأسواق، كما كان ممراً استراتيجياً ساهم في ربط المدينة بمحيطها، وهو ما جعله شاهداً على ازدهار تونس في العهد الحفصي ودورها كمركز اقتصادي وثقافي بارز في المنطقة.

أبواب مدينة تونس: باب منارة....معلم شامخ منذ الحفصيين وزاويته من اشهر الزوايا التيجانية | جريدة الشروق التونسية

رغم مرور القرون ما زال الباب محتفظاً بجماله وهيبته، حيث يخضع لصيانة دورية تهدف إلى الحفاظ على هيكله المعماري وصون نقوشه الأصلية، وتعمل السلطات على تأمين بقاءه كشاهد حي على الماضي، وكرمز يعكس تاريخ المدينة العريق الذي لا ينفصل عن حاضرها.

يجذب باب الجديد السياح وعشاق التراث الذين يقصدونه لاستكشاف تفاصيل العمارة الحفصية، ويقدم تجربة ثقافية غامرة تسمح للزوار بالاطلاع على جوانب من تاريخ الحفصيين، كما يعزز من مكانة تونس كوجهة أثرية عالمية تجمع بين الأصالة والحداثة في مشهد واحد.

يقع الباب وسط أزقة وأسواق المدينة النابضة بالحياة، ما يمنحه بعداً حضرياً خاصاً، إذ يتيح للزائر التمتع بأجواء تاريخية ساحرة تجمع بين صخب الأسواق القديمة وروحانية المكان، وهو ما يجعل زيارته تجربة ثرية تربط الماضي بالحاضر.

يمثل باب الجديد دليلاً على أهمية الحفاظ على التراث العالمي باعتباره جزءاً من الذاكرة الإنسانية، فهو يبرز تفاعل الحضارات التي مرت بالمدينة، ويظل رمزاً للإبداع البشري في مجالات العمارة والتنظيم الحضري، ويحكي قصصاً متجددة عن عظمة تونس القديمة.

تشكل زيارة الباب رحلة عبر الزمن، حيث يتيح للزوار فرصة التأمل في زخارفه المعمارية والوقوف على تفاصيل الفن الحفصي، كما يكشف عن دور تونس المحوري في التبادل الثقافي عبر العصور، وهو ما يجعله مصدراً لإلهام الباحثين وعشاق التاريخ.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار