الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » موريتانيا » غير مرئي » المعالم التاريخية » المحظرة في موريتانيا تنقل المعرفة التقليدية وتعزز الهوية الثقافية

المحظرة في موريتانيا تنقل المعرفة التقليدية وتعزز الهوية الثقافية

اعتمد مكتب التعليم على نقل المعارف التقليدية في المحظرة، حيث تُقام الدروس في خيام مفروشة بالسجاد والوسائد، وتشمل التعليم الديني والأدب والمهارات العملية مثل الملاحة ومعرفة النجوم، كما يُتاح المكان أمام الجميع لتعزيز قيم التعاون والثقة والتماسك الاجتماعي، ويُمثل نظام المحظرة امتداداً للهوية الثقافية الموريتانية ونقطة ارتكاز للحفاظ على التراث الشفهي.

يعمل المحظرة على تعزيز مهارات الاستماع واللغة الشفهية بين الأجيال، حيث يُشارك الطلاب والشيوخ في الحوار والمناقشة وترديد الأشعار والقصص، ويتيح هذا النظام نقل المعرفة بأسلوب حي يتجاوز طرق التعليم التقليدية، ويُمكّن المجتمع من صون القيم الاجتماعية المرتبطة بالاحترام المتبادل والالتزام بالتقاليد.

تشمل الممارسة التعليمية للمحظرة دروساً متعددة، تتراوح بين تفسير النصوص الدينية وتعلّم الشعر والموسيقى الشعبية، كما يُدرّب الشيوخ الطلاب على مهارات الملاحة والنجوم، ويُدمج الجانب العملي مع الجانب الثقافي لتشكيل بيئة تعلم شاملة، ويؤكد هذا الأسلوب على أن المعرفة ليست مقتصرة على كتب أو قاعات، بل تتجسد في الممارسة اليومية والتفاعل المباشر بين الأجيال.

المحظرة - بوابة دار المعارف الإخبارية.. بوابة إلكترونية تهدف إلى إثراء المحتوى الرقمي العربي من خلال الفنون والقوالب الصحفية المتنوعة والمتميزة

تُبرز المحظرة أهمية الحفاظ على التراث الشفهي الموريتاني، بما في ذلك الحكايات الشعبية والأشعار التي تعكس القيم الاجتماعية والتاريخية للمجتمع، كما تُسهم في توثيق القصص والخبرات التي تتوارثها الأسر من جيل إلى جيل، ويعكس هذا الدور قدرة النظام على الجمع بين التعليم والتنشئة الاجتماعية في الوقت نفسه.

تلعب المحظرة دوراً محورياً في تعزيز الانتماء والهوية الثقافية، حيث يكتسب الطلاب من خلال المشاركة شعوراً بالمسؤولية تجاه مجتمعهم وتراثهم، ويصبح التعلم وسيلة للحفاظ على القيم التقليدية ونقلها للأجيال الجديدة، ويُظهر هذا النظام كيف يمكن للتراث غير المادي أن يُشكل أداة للتعليم المستدام والاندماج الاجتماعي.

يُعد إدراج المحظرة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2023 اعترافاً دولياً بأهميتها، ويُسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه في نقل المعرفة التقليدية وتعزيز الهوية الثقافية، كما يُشجع على استمرار الممارسات التعليمية المجتمعية وحماية هذا الشكل الفريد من أشكال التعبير الشفهي والتعليم التفاعلي.

المصدر: بوابة دار المعارف الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار