الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » تونس » مرئي » الطعام » اللبلابي.. طبق شعبي تونسي يحارب برد الشتاء وغني بالنكهة

اللبلابي.. طبق شعبي تونسي يحارب برد الشتاء وغني بالنكهة

يشتهر التونسيون بإعداد اللبلابي كأحد الأطباق الشتوية التي تجمع بين البساطة والدفء، ويعد هذا الطبق من أكثر المأكولات الشعبية انتشارًا في تونس حيث يُقدَّم في البيوت والمطاعم والمقاهي الشعبية، ويعتمد في أساسه على الحمص المطبوخ الممزوج بالكمون وزيت الزيتون والهريسة، ويُضاف إليه الخبز المقطع الذي يُغمس في المرق الساخن ليمنح الطبق قوامًا غنيًا ونكهة قوية، ويُقدم عادةً في أوعية فخارية تحافظ على حرارته وتزيد من متعة تناوله في الأجواء الباردة.

يبدأ إعداد اللبلابي بطبخ الحمص جيدًا حتى يصبح طريًا، ثم يُخلط مع المرق الممزوج بالثوم والكمون والملح والهريسة، وبعدها يُضاف الخبز المجفف المقطع إلى قطع صغيرة ويُسكب عليه المرق الساخن حتى يتشرب النكهة، ويُزيَّن الطبق ببيضة مسلوقة وتونة وكبار وزيتون، ويُرشّ فوقه القليل من زيت الزيتون وعصير الليمون ليكتمل المذاق، ويختار بعض الطهاة إضافة “الهرقمة” وهي أرجل البقر المطهية لتمنح الطبق نكهة لحمية مميزة تعزز قيمته الغذائية وتجعله أكثر دسامة.

اللبلابي.. سلاح التونسيين لمواجهة البرد

يتعامل التونسيون مع اللبلابي باعتباره وجبة متكاملة تُشعر بالشبع وتُقاوم برد الشتاء، وغالبًا ما يُقدَّم في الصباح الباكر أو أثناء المساء بعد يوم طويل من العمل، وتُعرف بعض المحلات المتخصصة في تونس العاصمة وصفاقس وسوسة بأنها مقاصد لعشاق اللبلابي الذين يحرصون على تذوقه مع مستويات متفاوتة من الهريسة بحسب الرغبة في الحدة، إذ تمثل الهريسة جوهر الطابع التونسي للطبق وتعكس ميول المطبخ المحلي نحو المذاقات القوية.

تنتقل شهرة اللبلابي إلى خارج تونس حيث يُحضَّر طبق مشابه في العراق والكويت يُعرف بنفس الاسم لكن بطريقة مختلفة، إذ يُطهى الحمص مع الماء المحمض ويُقدَّم في الشوارع والأسواق كوجبة سريعة منخفضة التكلفة، ويُقبل عليه الناس من مختلف الطبقات لما يوفره من طاقة وسهولة في التحضير، ويُعتبر في تلك البلدان أكلة شتوية أيضًا بسبب طبيعته الساخنة والمشبعة.

يُلاحظ أن اللبلابي اكتسب في السنوات الأخيرة شهرة واسعة داخل تونس وخارجها، وأصبح رمزًا من رموز المطبخ الشعبي الذي يجمع بين التراث والتنوع، ويعكس بساطة المكونات التي تحولت بفضل مهارة الطهاة إلى وجبة متكاملة ذات نكهة قوية وشهية، كما أن انتشاره في المقاهي والمطاعم الراقية منح الطبق بعدًا جديدًا يجمع بين الأصالة والتجديد، مما جعله حاضرًا في المناسبات العائلية والمهرجانات الغذائية كتعبير عن هوية المطبخ التونسي.

المصدر: العين الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار