الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » مرئي » المعالم التاريخية » القلعة التاريخية في الرستاق رمز للتراث العماني الحي

القلعة التاريخية في الرستاق رمز للتراث العماني الحي

أعاد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي بناء قلعة الرستاق في القرن السابع عشر الميلادي، فوق أنقاض مبانٍ تعود للعصر الفارسي، وتعد القلعة من أقدم وأهم القلاع في سلطنة عمان، وتتميز بموقعها الاستراتيجي في ولاية الرستاق بمحافظة الباطنة، كما أنها مدرجة ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو ضمن حصون الرستاق والحزم، وتبرز كرمز للتراث العماني العريق ومرجع للعمارة الدفاعية التقليدية في السلطنة.

يقع بناء القلعة على مرتفع طبيعي يتيح رؤية شاملة للمنطقة المحيطة، وقد شيدت جدرانها وأبراجها العالية لتكون خط الدفاع الأول، كما تضمنت القلعة بوابات حجرية ضخمة وأنفاقًا سرية وغرفًا للحرس ومخازن للأسلحة والذخائر، ما يعكس قوة التخطيط العسكري لدى المعماريين العمانيين القدماء، ويُظهر اهتمام الحكام بتأمين العاصمة التاريخية ضد أي تهديدات خارجية أو داخلية.

تعليقات حول قلعة الرستاق - الرستاق, عمان - Tripadvisor

بدأت القلعة أساسًا في عام 1250م على بقايا معمارية تعود للإمبراطورية الساسانية، وقد لعبت دورًا محوريًا في فترات مختلفة من الحكم، بما في ذلك عهد دولة اليعاربة وعهد آل بوسعيد، وكانت مقرًا للإدارة والمراقبة العسكرية، كما احتضنت الاجتماعات الرسمية وفعاليات الحكم، ما جعلها مركزًا سياسيًا وثقافيًا متكاملًا في تاريخ عمان القديم.

تمثل القلعة تحفة معمارية، حيث يجمع تصميمها بين الجدران العالية والأبراج الدفاعية والغرف الداخلية المنظمة بعناية، ويعكس كل حجر فيها فن العمارة العماني التقليدي، كما تشمل القلعة مساحات مفتوحة للاستقبال والسبلة المجتمعية التي كانت تستخدم لمشاورة الحاكم، وهو ما يجعلها شاهدًا حيًا على أسلوب الحياة الاجتماعي والسياسي في العصور السابقة.

تسعى سلطات عمان إلى ترميم القلعة والحفاظ عليها كمعلم تاريخي وسياحي، حيث يتم تطوير برامج لزيارة القلعة مع الحفاظ على طابعها المعماري الأصيل، كما تشجع هذه الجهود السياحة الثقافية وتستقطب المستثمرين المحليين والأجانب المهتمين بالتراث، ويُستخدم الموقع لتقديم عروض توضيحية عن تاريخ السلطنة وتطور العمارة الدفاعية في المنطقة.

تعرف على العراقة وروعة التصميم المعماري في القلعة العُمانية المهيبة – صحيفة أثير الالكترونية

يُعد الموقع اليوم مركزًا للثقافة والتعليم، إذ يتيح للزوار الاطلاع على تاريخ القلعة ومراحل إعادة بنائها، كما يوفر معلومات عن الشخصيات التاريخية التي حكمت من خلالها، ويعمل المعرض المصاحب للقلعة على نشر المعرفة التراثية بين الأجيال الجديدة، ما يعزز الوعي التاريخي والثقافي ويؤكد مكانة القلعة كأحد أبرز معالم عمان التاريخية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار