الأربعاء 1447/03/18هـ (10-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » العراق » مرئي » الآثار » القشلة مبنى أثري بارز يعكس الطابع العسكري والمدني للعهد العثماني في العراق

القشلة مبنى أثري بارز يعكس الطابع العسكري والمدني للعهد العثماني في العراق

يبرز القشلة في بغداد كمبنى أثري بارز يعكس الطابع العسكري والمدني للعهد العثماني، إذ يقع في منطقة الرصافة ويعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وقد شُيد كمقر للوالي ودوائر الحكومة وثكنات للجيش، ويتميز بوجود برج ساعة يميز واجهته، كما أصبح اليوم رمزًا للتراث العراقي ومركزًا ثقافيًا يجذب الزوار والمثقفين من مختلف أنحاء المدينة.

القشلة - Iraq Guide

بدأ بناء القشلة في بغداد خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر في عهد الوالي نامق باشا عام 1861، وكان الهدف من إنشائه تأمين مكان للمقرات العسكرية والإدارية وتنظيم عمل الوالي والدوائر الحكومية، وهو ما جعله يمثل مرحلة تنظيمية جديدة في تاريخ بغداد، فقد شكل المبنى رابطًا بين الإدارة العسكرية والمدنية ووفّر بيئة مناسبة لممارسة أنشطة الحكم والإدارة في العاصمة العثمانية.

يحمل اسم القشلة أصولًا تركية، وتعني كلمة “المشتى” أو المأوى، وكانت تستخدم للإشارة إلى أماكن تجمع الجنود في أوقات الشتاء أو خلال فترات السلم، وهو ما يعكس وظيفة المبنى العسكري الأصلي، ومع مرور الوقت تحوّل القشلة إلى رمز حضاري يتجاوز دوره العسكري ليصبح مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا يعقد فيه معارض فنية وأدبية ومهرجانات تراثية، ما يعكس قدرة المبنى على التكيف مع متطلبات العصر الحديث.

أُضيفت ساعة القشلة إلى البرج عام 1927 كهدية من الملك جورج الخامس ملك بريطانيا للملك فيصل الأول ملك العراق، لتصبح دقاتها علامة لبداية عصر جديد في بغداد، وقد أسهمت في ترسيخ مكانة القشلة كرمز للحياة العصرية والتطور الحضاري في العاصمة، إذ اعتبرت الساعة مؤشرًا على مرور المدينة إلى مرحلة التنظيم المدني الحديث، كما عززت أهمية المبنى في الوعي الثقافي والتاريخي للمدينة.

ملف:مبنى القشلة - بغداد.jpg - ويكيبيديا

تحتوي القشلة اليوم على متحف يعرض المعروضات التراثية والفلكلورية، ويستقبل الزوار القادمين من شارع المتنبي والمناطق المحيطة لإقامة فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، كما أصبح المبنى منصة للنشاطات الأدبية والشعرية والمعارض الفنية، ويُعتبر شاهدًا حيًا على تاريخ بغداد العريق وامتدادها الحضاري، ما يجعل القشلة وجهة رئيسية للباحثين والمهتمين بالتراث المحلي والدولي.

يُدرج القشلة ضمن موقع الملامح التاريخية لنهر دجلة على القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، التي تمتد من المدرسة المستنصرية إلى القصر العباسي، وهو ما يعكس القيمة العالمية للمبنى ويعزز الحاجة إلى صيانته وحمايته، إذ يمثل القشلة رابطًا بين الماضي والحاضر، ويبرز دور بغداد كمركز حضاري وثقافي على مر العصور، كما يساهم في إبراز الإرث المعماري العثماني في العراق.

المصدر: جريدة الصباح

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار