تُعدّ القرية التراثية في رجال ألمع واحةً تاريخيةً فريدةً، تقع في محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير في المملكة العربية السعودية، وهي ليست مجرد قرية، بل هي متحف مفتوح، وشاهد على تاريخ حافل، وحضارة عريقة، حيث تضمّ حوالي 60 مبنىً، بُنيت من الحجارة الطبيعية، والطين، والأخشاب، في تناغم تام مع البيئة المحيطة، فكل زاوية في القرية، تروي قصةً عن الكفاح، والصمود، والإرادة.
تُظهر المباني في القرية براعة المعماريين القدماء في استخدام المواد المحلية، وتكييفها مع الظروف البيئية، فالتصميمات المعمارية الفريدة، والجدران السميكة، والأسقف الخشبية، تُوفّر حمايةً من درجات الحرارة المرتفعة في الصيف، والمنخفضة في الشتاء، كما تُضفي على المكان طابعًا أصيلًا، وفريدًا من نوعه، وتُعطي نظرةً ثاقبةً على الحياة اليومية لسكان المنطقة، في تلك الحقبة.
يضمّ الموقع أيضًا متحفًا، أنشأه الأهالي، ويُعرض فيه مجموعة من القطع الأثرية، والأدوات المنزلية، والملابس التقليدية، التي تُظهر تراث المنطقة، وعاداتها، وتقاليدها، وهذا يُؤكد على أن القرية ليست مجرد آثار، بل هي مكان حيّ، ينبض بالحياة، والتاريخ، ويُحافظ على هويته، وتراثه، بفضل جهود أبنائه، وحرصهم على حماية هذا الإرث الثمين.
تُعدّ القرية التراثية في رجال ألمع مقصدًا سياحيًا رئيسيًا، يجذب إليه الزوار من جميع أنحاء العالم، للتعرف على تاريخ المنطقة، وتقدير فنونها المعمارية، فالمكان ليس مجرد حفريات، بل هو نافذة على الماضي، تُمكننا من فهم كيف عاش أجدادنا، وكيف تركوا بصماتهم على وجه الأرض، وهذا يجعل الحفاظ عليها مسؤوليةً مشتركةً بين الأفراد، والمؤسسات، والحكومة.
بفضل أهميتها التاريخية، والأثرية، تمّ إدراج قرية رجال ألمع التراثية في منطقة عسير في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الاستثنائية للموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى للأجيال القادمة، وهذا يُعزّز مكانة المملكة كدولة غنية بالتراث، والتاريخ، ويُبرز دورها في الحضارة الإنسانية.
زيارة القرية التراثية في رجال ألمع، تُقدّم فرصة فريدة للزائرين، لاستكشاف تاريخ المنطقة، والتأمل في جمال الطبيعة، فالمكان يجمع بين التاريخ، والطبيعة، والإبداع الإنساني، في لوحة فنية متكاملة، تُشبع الروح بالجمال، والفخر، والإعجاب، وتُعطي نظرةً ثاقبةً على تاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية.
المصدر: اليونسكو